نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 464
عَلَيْه شُهَداءَ فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ واخْشَوْنِ ولا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلًا ومَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّه فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ ( 44 ) وكَتَبْنا عَلَيْهِمْ فِيها ( 1 ) أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ والْعَيْنَ بِالْعَيْنِ والأَنْفَ بِالأَنْفِ والأُذُنَ بِالأُذُنِ والسِّنَّ بِالسِّنِّ والْجُرُوحَ قِصاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِه فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَه ومَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّه فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ( 45 ) وقَفَّيْنا ( 2 ) عَلى آثارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْه مِنَ التَّوْراةِ وآتَيْناه الإِنْجِيلَ فِيه هُدىً ونُورٌ ومُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْه مِنَ التَّوْراةِ وهُدىً ومَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ ( 46 ) ولْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنْجِيلِ بِما أَنْزَلَ اللَّه فِيه ومَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّه فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ ( 47 ) ) * [ المائدة : 5 / 44 - 47 ] . نزلت هذه الآيات في اليهود الذين بدّلوا حكم التوراة في الرجم ، فجعلوا مكانه الجلد والتسخيم ، أي تسويد الوجه وطلاءه . والمعنى العام : إنا أنزلنا التوراة على موسى عليه السّلام ، مشتملة على الهدى والنور ، والهدى : الإرشاد في المعتقدات والشرائع ، والنور : ما يستضاء به من أوامرها ونواهيها . وهي قانون يحكم بها الأنبياء المخلصون لله من عهد موسى بن عمران عليه السّلام إلى مدة مجيء محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، يحكمون بمقتضى التوراة لبني إسرائيل وعليهم ، ويحكم بها أيضا الرّبانيّون ، وهم العلماء الحكماء الذين يسوسون الناس بالعلم ، ويحكم بها الأحبار : وهم العلماء رجال الدين ، بسبب ما استحفظوا على كتاب اللَّه شهداء ورقباء وحفاظا يحمونه من التغيير والتحريف . وإذا كان الحال كما ذكر فلا تخافوا الناس أيها الأحبار ، ولا تكتموا الحق ، من صفة النّبي والبشارة به ، طمعا في نفع دنيوي عاجل ، وخافوا اللَّه وحده ، فلا تحرّفوا كتابه ، خوفا من أحد أو مجاملة لأحد ، فتسقطوا الحدود الواجبة عليهم ، ولا تستبدلوا بآياتي وأحكامي منفعة قليلة عاجلة تأخذونها من الناس ، من رشوة أو طمع
( 1 ) أي في التوراة . ( 2 ) أتبعنا على آثار الأنبياء .
464
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 464