نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 457
بعض الناس بهذه الآية على مشروعية الاستغاثة والتّوسل بالصالحين ، وجعلهم وسطاء ووسائل بينهم وبين اللَّه تعالى . ولكن اللَّه لا يحتاج إلى هذه الوسائل والوسائط لقوله سبحانه : وقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ . [ غافر : 40 / 60 ] وقوله عزّ وجلّ : وإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي ولْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ( 186 ) ) * [ البقرة : 2 / 186 ] وقوله تعالى : * ( ولَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسانَ ونَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِه نَفْسُه ونَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْه مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ( 16 ) [ ق : 50 / 16 ] . وتحقيق القول في التّوسل ما ذكره الألوسي في تفسيره حيث قال : جاء لفظ التوسل بثلاثة معان : أولا - التوسل بمعنى التّقرب إلى اللَّه بطاعته وفعل ما يرضيه ، وهو المراد بالآية * ( وابْتَغُوا إِلَيْه الْوَسِيلَةَ ) * . وقد توسّل أهل الصخرة الثلاثة إلى اللَّه عزّ وجلّ بصالح الأعمال ، أي طلبوا الفرج بصلاح أعمالهم ، لا بالولي الفلاني أو الشيخ الفلاني . ثانيا - التّوسّل بالمخلوق والاستغاثة ، بمعنى طلب الدعاء منه ، لا شك في جوازه ، إن كان المطلوب منه حيّا ، كالتّوسل بالنّبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم حال حياته ، أو بعمّه العباس في صلاة الاستسقاء . أما إذا كان المطلوب منه الدعاء ميتا أو غائبا فغير جائز . ثالثا - القسم على اللَّه تعالى بأحد من خلقه ، مثل أن يقال : اللهم إني أقسم عليك ، أو أسألك بفلان إلا ما قضيت لي حاجتي . أجازه العزّ بن عبد السّلام في النّبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، لأنه سيّد ولد آدم ، دون غيره من الأنبياء والملائكة والأولياء ، ومنع أبو حنيفة وأبو يوسف وابن تيمية التّوسل بالذات والقسم على اللَّه تعالى بأحد من خلقه .
457
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 457