responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 438


وكونوا قائمين بالحق لله تعالى ، لا لأجل الناس والرياء ، وأدّوا الشهادة بالعدل التّام الذي لا محاباة فيه لقريب أو صديق ، ولا جور لأن العدل ميزان الحقوق ، وبه سعادة الأمم ، وطمأنينة الناس ، وبالظلم والجور تنتشر المفاسد ويختل النظام والأمن .
ولا يحملنكم بغض قوم وعداوتهم على ترك العدل فيهم ، بل التزموا العدل مع كل الناس ، الصديق أو العدو .
والعدل أقرب لاتّقاء اللَّه والبعد عن المهالك والمعاصي ، واحذروا عقاب اللَّه إن وقع منكم الجور والمحاباة ، فإن اللَّه بصير بأعمالكم ، ومجازيكم عليها خيرا أو شرّا .
ثم بيّن اللَّه جزاء المستقيمين ، وجزاء العصاة ، أما جزاء الأولين ، فإن اللَّه وعد الذين آمنوا بالله ورسوله ، وعملوا صالح الأعمال التي أمروا بها مغفرة لذنوبهم ، أي سترا لها ، وأجرا عظيما وهو الجنة ذات الخلود الدائم في نعيمها . وأما العصاة الذين كفروا بالله وتوحيده ، وكذّبوا بالآيات الكونية والآيات التنزيلية على الرّسل وأهمها آيات القرآن ، فهم أصحاب النار الملازمون لها على الدوام .
والجمع بين هذا الوعد للمؤمنين والوعيد للكافرين هو من أسلوب القرآن الرائع ، ليظل الإنسان على وعي وتذكر تامّ لمصير الفريقين ، فيرغب في الإيمان والعمل الصالح ، ويرهب الوقوع في الكفر وتكذيب آيات اللَّه .
ثم ذكّر اللَّه المؤمنين والنبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بنعمة مخصوصة تستوجب التّذكر الدائم على ممرّ الزمان وهي نعمة إنقاذ النّبي القائد ونجاته من مكر الأعداء وتآمرهم والتخطيط للفتك به ، سواء من يهود بني النضير ، أو من بني ثعلبة وبني محارب في بطن نخل ، في الغزوة السابعة : غزوة ذات الرقاع ، أو من غورث بن الحارث الذي شهر سيف النّبي الذي أخذه منه ، وهمّ بقتله ، وهو لا يخاف منه قائلا له : يمنعني اللَّه منك وهو حديث صحيح .

438

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 438
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست