نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 421
وحارب الوثنية والشّرك ، وأبان زيف الديانات الشائعة ، وأوضح طريق العبادة الصحيحة لله تعالى ، ووضع أسس الأخلاق وأنظمة الحياة الرشيدة في السياسة والاقتصاد ، والحرب والسّلم ، والاجتماع والحضارة والعمران وعلوم الكون ، فكان القرآن المحكم التّنزيل بهذه الشرائع برهانا واضحا للنّبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم على كون رسالته رسالة الحق ، ودينه دين الحق الذي لا معدل عنه ولا مثيل له . وكانت هذه المقومات لكتاب اللَّه الخالد سببا في إيجاد أنموذج واضح لأمة الإيمان ومواكب المؤمنين في العالم . وإذا كان اللَّه تعالى قد أوعد بالنار والعذاب الأليم في آية سابقة كل من كفر به وجحد بتعاليمه ، فإنه في هذه الآية : * ( فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّه واعْتَصَمُوا بِه . . ) * وعد المؤمنين بالله ، المعتصمين به ، المتمسكين بالقرآن دستورا ومنهج حياة بإدخالهم جنان الخلد وإحاطتهم برحمة اللَّه ، وإسباغ الفضل العظيم عليهم ، وهدايتهم إلى الصراط المستقيم والمنهج القويم في الحياة ، فمن يعمل بالقرآن وأحكامه وشرائعه ، فاز بالسعادة الأبدية ، وكانت له العزّة الكاملة في الدنيا ، وتمتع في الآخرة بالجنة والرّضوان الإلهي ، والسلامة من كل سوء أو مكروه . والمراد بالبرهان العظيم من اللَّه لعباده : هو محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، وسمي برهانا لأن معه البرهان وهو المعجزة أو الحجة ، فإن معجزاته كلها حجة نيّرة واضحة على صدق رسالته واليقين التام بصحة دعوته . والنور المبين : أهم معجزات النّبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وهو القرآن الكريم ، وسمي نورا لأن به تتبين الأحكام التشريعية السديدة ، ويهتدى به من الضلالة ، فهو نور مبين ، أي واضح بيّن مشرق كالشمس ، قال النّبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم مفسّرا ذلك فيما ورد في كنز العمال ورواه الترمذي عن علي رضي اللَّه عنه : « القرآن حبل اللَّه المتين ، من تمسك به عصم » .
421
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 421