وإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ ورَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ واسْمَعُوا قالُوا سَمِعْنا وعَصَيْنا وأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِه إِيمانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ( 93 ) قُلْ إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآخِرَةُ عِنْدَ اللَّه خالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ( 94 ) ولَنْ يَتَمَنَّوْه أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ واللَّه عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ( 95 ) ولَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ ومِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وما هُوَ بِمُزَحْزِحِه مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ ( 1 ) واللَّه بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ ( 96 ) قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّه نَزَّلَه عَلى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّه مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْه وهُدىً وبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ ( 97 ) مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّه ومَلائِكَتِه ورُسُلِه وجِبْرِيلَ ومِيكالَ فَإِنَّ اللَّه عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ ( 98 ) ) * [ البقرة : 2 / 92 - 98 ] .تالله لقد جاءكم يا بني إسرائيل موسى بالمعجزات القاطعة الدّالة على صدق نبوّته ورسالته ، كالعصا واليد ، وبقية الآيات التّسع : وهي الطوفان والجراد والقمّل والدّم والضّفادع ، وفرق البحر ، والسّنون ( القحط ) ولم تزدهم تلك الآيات إلا توغلا في الشّرك والوثنية ، ولم تشكروا نعمة اللَّه ، وإنما على العكس قابلتموها بالجحود والإنكار ، واتّخاذ العجل إلها معبودا من دون اللَّه ، والعجل : هو الذي صنعه لهم السّامري من حليّهم التي أخذوها من مصر ، وجعلوه إلها يعبد ، وهم ظالمون كافرون بوضع الشيء في غير موضعه ، وأي ظلم أعظم من الإشراك بالله تعالى ؟ ! واذكر أيها النّبي لليهود وقت أن أخذ اللَّه على أصولهم العهد بأن يعملوا بما في التوراة ، ويأخذوا بما فيها بقوة ، فخالفوا الميثاق وأعرضوا عنه ، حتى خوّفهم اللَّه برفع جبل الطور فوقهم كأنه مظلَّة إرهابا لهم ، فقبلوه ، ثم خالفوه ، وقالوا : سمعنا وعصينا ، ثم أوغلوا في المخالفة ووقعوا في الشّرك ، واتخذوا العجل إلها ، وخالط حبّه
( 1 ) لو يطول عمره .