نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 401
الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ [1] مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّه عَلَيْكُمْ سُلْطاناً [2] مُبِيناً ( 144 ) إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ( 3 ) ولَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً ( 145 ) إِلَّا الَّذِينَ تابُوا وأَصْلَحُوا واعْتَصَمُوا بِاللَّه وأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّه فَأُولئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وسَوْفَ يُؤْتِ اللَّه الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً ( 146 ) ما يَفْعَلُ اللَّه بِعَذابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وآمَنْتُمْ وكانَ اللَّه شاكِراً عَلِيماً ( 147 ) ) * [ النساء : 4 / 144 - 147 ] . لقد حذّر اللَّه المؤمنين في هذه الآيات من أن يفعلوا فعل المنافقين ، وأن يوالوا الكافرين والمعادين ، أي لا تتخذوهم نصراء وأعوانا تصادقونهم وتصاحبونهم ، وتصافونهم ، وتسرّون إليهم بالمودة ، وتفشون إليهم بأسراركم وأموركم الذاتية ، تبغون من ذلك الاعتزاز بهم ، ولله العزّة ولرسوله وللمؤمنين ، وهذا ليس من أخلاق المؤمنين ، وإنما هو من أخلاق المنافقين . أتريدون بهذه المصانعة والمداراة والمجاملة أن تجعلوا لله على أعمالكم حجة بيّنة في استحقاق العذاب ، إذا اتخذتم المنافقين أولياء وأعوانا ؟ ! إن هذا التّملق لا يصدر إلا من منافق ، والمنافقون لسوء أعمالهم ، وفساد عقائدهم وأرواحهم ونيّاتهم ، يكونون يوم القيامة في الدرك الأسفل من النار ، والنار سبع دركات سفلية ، والجنة درجات علوية بعضها أعلى من بعض ، والمنافقون في الطبقة السفلى من النار . ولن تجد لهم ناصرا أبدا ينصرهم وينقذهم من العذاب أو يخففه عنهم ، فهو عذاب أبدي دائم . والمؤمنون العارفون المخلصون بعيدون عن موالاة الكافرين ، وأما المنافقون فلم يهملهم القرآن ، وإنما فتح أمامهم باب الأمل وطريق الإصلاح ، وذلك بالتوبة من النّفاق بشروط أربعة ذكرتها الآية في قوله تعالى : * ( إِلَّا الَّذِينَ تابُوا وأَصْلَحُوا واعْتَصَمُوا بِاللَّه وأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّه ) * أي لا بدّ من الندم على الفعل السابق ، والاجتهاد في
[1] أصدقاء وأنصارا . [2] حجة ظاهرة في العذاب . ( 3 ) الطبقة السفلى .
401
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 401