responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 39


بالمعجزات الباهرات كإحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص بإذن اللَّه ، كما أيّده بروح القدس جبريل عليه السّلام . أفكلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم ، ولا تميل إلى الخير دائما ، كفروا به واستكبروا عليه تجبّرا وبغيا ، فمنهم من كذبوه كعيسى ومحمد عليهما السّلام ، ومنهم من قتلوه كزكريا ويحيى عليهما السّلام ، فلا يستغرب ترك إيمانهم بدعوة محمد صلَّى اللَّه عليه وسلم .
ومن قبائحهم أو مثالبهم : قولهم للنّبي صلَّى اللَّه عليه وسلم : قلوبنا مغطاة بأغشية ، فلا تعي ما تقول ، ولا تفقه ما تتكلم به ، فيردّ اللَّه عليهم : لستم كذلك ، فقلوبكم خلقت مستعدة بالفطرة للإقرار بالحق ، لكن اللَّه أبعدهم عن رحمته ، بسبب كفرهم بالأنبياء وعصيانهم التوراة ، وقليلا جدّا اتجاههم للإيمان ، أو أنهم لم يؤمنوا أصلا .
ولما جاءهم كتاب من عند اللَّه وهو القرآن الذي أنزل على محمد صلَّى اللَّه عليه وسلم ، مصدق لما معهم من التوراة ، وكانوا من قبل ذلك يستنصرون ببعثة نبي آخر الزمان ، لما جاءهم كفروا برسالته حسدا للعرب ، وجحدوا ما كانوا يقولون به ، وتبشّر به توراتهم ، فالطرد والإبعاد أو اللعنة من اللَّه على كل كافر من اليهود وأمثالهم ، لكفرهم بدعوة الإسلام . قال ابن عباس : كانت يهود خيبر تقاتل غطفان ، فكلما التقوا ، هزمت يهود خيبر ، فعاذت اليهود بهذا الدعاء : ( اللهم إنا نسألك بحق محمد النّبي الأمّي الذي وعدتنا أن تخرجه لنا في آخر الزمان ، إلا نصرتنا عليهم ) فكانوا إذا التقوا دعوا بهذا الدعاء ، فهزموا غطفان ، فلما بعث النّبي صلَّى اللَّه عليه وسلم ، كفروا به ، فأنزل اللَّه تعالى :
* ( وكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا ) * أي بك يا محمد ، إلى قوله : * ( فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكافِرِينَ ) * .
بئسما باعوا به أنفسهم باختيارهم الكفر على الإيمان ، وبذل أنفسهم فيه ، وجحودهم برسالة النّبي محمد صلَّى اللَّه عليه وسلم حسدا للعرب ، وكراهة أن ينزل اللَّه الوحي من

39

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 39
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست