نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 373
< فهرس الموضوعات > الغاية من القتال < / فهرس الموضوعات > الغاية من القتال ليس تحقيق العزة والمنعة والاستقلال أمرا يحدث بالصدفة أو المسالمة ، وإنما لا بد من القيام بتضحيات نادرة ، وبطولات خارقة ، وحماية للحقوق وتوفير الهيبة بخوض معارك القتال ، ورد عدوان المعتدين . وهذه حقيقة تاريخية ثابتة وهي أن نفوذ الكلمة للقوة والأقوياء ، وأن الدمار والهلاك والهزيمة للضعفاء والجبناء . لذا حرّض القرآن الكريم على قتال الأعداء عند وجود البغي والاعتداء ، أو محاولة الانتقاص من كرامة الأمة ، أو سلب بعض الحقوق ، أو التغلب على بعض أجزاء البلاد ، وتراب الوطن الغالي . قال اللَّه تعالى : < فهرس الموضوعات > [ سورة النساء ( 4 ) : آية 104 ] < / فهرس الموضوعات > [ سورة النساء ( 4 ) : آية 104 ] * ( ولا تَهِنُوا ( 1 ) فِي ابْتِغاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ وتَرْجُونَ مِنَ اللَّه ما لا يَرْجُونَ وكانَ اللَّه عَلِيماً حَكِيماً ( 104 ) ) * [ النساء : 4 / 104 ] . نزلت هذه الآية في أعقاب معركة أحد ، حيث أمر النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بالخروج في آثار المشركين ، وكان بالمسلمين جراحات ، وقد أمر ألا يخرج معه إلا من كان في الوقعة ، أي مشتركا في غزوة أحد . يرشدنا اللَّه تعالى إلى أنه لا يصح أن نضعف في قتال الأعداء ولا نتواكل ، ونستعد للقتال دائما بعد الفراغ من الصلاة المفروضة ، ولا نتردد في خوض المعارك الفاصلة مع الأعداء الذين ناصبونا العداء ، وجاهروا بالبغضاء ، وعلينا أن نطاردهم ونلاحقهم ونطلب البحث عن مخابئهم ، وتدمير آلياتهم العسكرية وتخريب حصونهم ومعاقلهم . ولا يصح بحال أن نتذرع أو نحتج بما يصيب بعضنا من حوادث القتل وآلام
( 1 ) لا تضعفوا .
373
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 373