قال اللَّه تعالى مبينا مشروعية قصر الصلاة الرباعية وكيفية صلاة الخوف : [ سورة النساء [4] : الآيات 101 الى 103 ] * ( وإِذا ضَرَبْتُمْ [1] فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ [2] أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ [3] الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكافِرِينَ كانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِيناً ( 101 ) وإِذا كُنْتَ ( 4 ) فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ ولْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرائِكُمْ ولْتَأْتِ طائِفَةٌ أُخْرى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ ولْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ ( 5 ) وأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ ( 6 ) عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً واحِدَةً ولا جُناحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كانَ بِكُمْ أَذىً مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّه أَعَدَّ لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً ( 102 ) فَإِذا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّه قِياماً وقُعُوداً وعَلى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً ( 7 ) ( 103 ) ) * [ النساء : 4 / 101 - 103 ] .روى ابن جرير الطبري عن علي رضي اللَّه عنه قال : سأل قوم بني النجار رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، فقالوا : يا رسول اللَّه ، إنا نضرب في الأرض ، فكيف نصلي ؟ فأنزل اللَّه :* ( وإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ ) * ثم انقطع الوحي ، فلما كان بعد ذلك بحول ( عام ) غزا النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم فصلى الظهر ، فقال المشركون : لقد أمكنكم محمد وأصحابه من ظهورهم ، هلا شددتم عليهم ؟ فقال قائل منهم : إن لهم أخرى مثلها في أثرها - أي صلاة أخرى وهي العصر - فأنزل اللَّه بين الصلاتين كيفية صلاة الخوف : * ( إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ) * إلى قوله سبحانه : * ( إِنَّ اللَّه أَعَدَّ لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً ) * .فالآية الأولى تدل على مشروعية صلاة القصر ، أي قصر الصلاة الرباعية لا
[1] أي سافرتم فيها . [2] أي إثم وحرج . [3] يؤذوكم . [4] أي أيها الرسول . ( 5 ) يحذروا العدو . ( 6 ) تسهون . ( 7 ) مفروضة في أوقات محددة .