نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 35
أَولا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّه يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وما يُعْلِنُونَ ( 77 ) ومِنْهُمْ أُمِّيُّونَ ( 1 ) لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلَّا أَمانِيَّ ( 2 ) وإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ( 78 ) ) * [ البقرة : 2 / 75 - 78 ] . وروي أن أوصاف الرسول صلَّى اللَّه عليه وسلم كانت مكتوبة عندهم في التوراة فغيروها وكتبوا بدلها ، فإذا سئلوا من العوام عن وصف محمد المعروف لديهم ، ذكروا ما كتبوه هم ، فيكذّب العوام النبي صلَّى اللَّه عليه وسلم . وتجرؤوا أكثر من هذا ، فافتروا على اللَّه ما لم يقله ، ليأخذوا على كذبهم ثمنا دنيويا حقيرا من مال أو رياسة أو جاه ، فويل لهم مما كسبوا . ومن مخازيهم وافتراءاتهم : أنهم ادعوا أن النار لا تمسهم إلا في أيام قليلة معدودة هي أربعون يوما مدة عبادتهم العجل ، فرد اللَّه عليهم بأنه لا أصل لهذا الادعاء ، ولا عهد لهم من اللَّه فيه ، وسيخلدون في النار بسبب معاصيهم الشنيعة ، كقتل الأنبياء بغير حق ، وعصيان أوامر اللَّه ، وتكذيبهم برسالة النبي محمد . أما من آمن منهم وعمل صالحا ، فلهم الجنة خالدين فيها ، قال اللَّه تعالى في أحبار اليهود : [ سورة البقرة ( 2 ) : الآيات 79 الى 82 ] * ( فَوَيْلٌ ( 3 ) لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللَّه لِيَشْتَرُوا بِه ثَمَناً قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ ووَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ( 79 ) وقالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّه عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّه عَهْدَه أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّه ما لا تَعْلَمُونَ ( 80 ) بَلى مَنْ كَسَبَ ( 4 ) سَيِّئَةً وأَحاطَتْ بِه خَطِيئَتُه ( 5 ) فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ ( 81 ) والَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ ( 82 ) ) * [ البقرة : 2 / 79 - 82 ] .
( 1 ) عوام جهلة بكتابهم ( 2 ) أي أكاذيب لا دليل عليها . ( 3 ) هلاك وشدة عذاب ، أو واد في جهنم . ( 4 ) هنا أي كفر . ( 5 ) أحدقت به .
35
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 35