responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 349


حَفِيظاً [1] ( 80 ) ويَقُولُونَ طاعَةٌ فَإِذا بَرَزُوا ( 2 ) مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طائِفَةٌ ( 3 ) مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ واللَّه يَكْتُبُ ما يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وتَوَكَّلْ عَلَى اللَّه وكَفى بِاللَّه وَكِيلًا ( 81 ) أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ولَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّه لَوَجَدُوا فِيه اخْتِلافاً كَثِيراً ( 82 ) ) * [ النساء : 4 / 80 - 82 ] .
سبب نزول هذه الآيات ما روى مقاتل : أن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم كان يقول : « من أحبّني فقد أحب اللَّه ، ومن أطاعني فقد أطاع اللَّه » فقال المنافقون : ألا تسمعون إلى ما يقول هذا الرجل ؟ لقد قارف الشرك ، وقد نهى أن نعبد غير اللَّه ، ويريد أن نتخذه ربا كما اتخذت النصارى عيسى ، فأنزل اللَّه هذه الآية : * ( مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّه . . ) * .
أخبر القرآن المجيد أن إطاعة الرسول صلَّى اللَّه عليه وسلَّم إطاعة لله تعالى ، لأن الآمر والناهي في الواقع هو اللَّه ، والرسول مبلغ للأمر والنهي ، فليست الطاعة له بالذات ، وإنما هي لمن بلَّغ عنه ، وهو اللَّه عز وجل .
وأكدت آيات أخرى هذا المعنى ، مثل قوله تعالى : * ( وما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى ( 3 ) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى ( 4 ) عَلَّمَه شَدِيدُ الْقُوى ( 5 ) ) * [ النجم : 53 / 3 - 5 ] . وكان الصحابة يسألون النبي عن الأمر ، أوحي هو يا رسول اللَّه ، أم رأي ؟ فإن كان وحيا أطاعوا بلا تردد ، وإن كان رأيا بشريا ، أشاروا بخلافه بمقتضى الحكمة والمصلحة ، وقد يرجع الرسول صلَّى اللَّه عليه وسلَّم إلى رأي الصحابة ، كما حدث في غزوة بدر وأحد .
ومن تولى أو أعرض عن طاعة الرسول ، فقد خاب وخسر ، فلا تحزن عليهم أيها النبي ، إن عليك إلا البلاغ ، ولست عليهم بمسيطر ، وما أرسلناك عليهم رقيبا موكلا بتطويعهم .



[1] حافظا ورقيبا . ( 2 ) خرجوا . ( 3 ) دبرت في الليل .

349

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 349
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست