responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 335


سادن الكعبة ، فحينما دخل رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم مكة يوم الفتح ، أغلق عثمان باب الكعبة ، وصعد إلى السطح ، وأبى أن يدفع المفتاح إليه ، وقال : لو علمت أنك رسول اللَّه لم أمنعك ، فأخذه علي بن أبي طالب بالقوة ، وفتح الباب ، ودخل رسول اللَّه ، وصلى ركعتين في الكعبة ، فلما خرج سأله العباس أن يعطيه المفتاح ، ويجمع له السقاية والسدانة ، أي خدمة الكعبة ، فنزلت الآية : * ( إِنَّ اللَّه يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَماناتِ إِلى أَهْلِها . . ) * فأمر النبي عليا أن يرد مفتاح الكعبة إلى عثمان ، ويعتذر إليه .
ورد الأمانات لا يقتصر على هذه الحالة ، لأن الأمر بذلك عام لكل مسلم في كل أمانة في ذمته ، سواء أكانت عامة للأمة ، أم خاصة لشخص معين ، والأمانة ورعايتها مطلوبة في كل شيء ، في النفس ، ومال الآخرين ، ورد الودائع ، وترك الغش في المعاملات ، والجهاد والنصيحة ، وعدم إفشاء أسرار الناس وعيوبهم ، والأمانة في الدين بفعل ما أمر اللَّه به وترك ما نهى اللَّه عنه . والأمانة في النفس : بألا يفعل الإنسان إلا ما ينفعه في الدين والدنيا والآخرة ، وألا يقدم على عمل يضره في آخرته أو دنياه ، ويتوقى أسباب المرض ، ويعمل بالقواعد الصحية ، ولا يعرض نفسه للهلاك ، لقوله تعالى : * ( ولا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ) * [ البقرة : 2 / 195 ] و قوله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم فيما رواه البخاري : « إن لنفسك عليك حقا » .
وكما أن أداء الأمانات واجب ، العدل في القضاء والحكم بين الناس واجب أيضا ، حتى يتحقق التناصف ، ويأخذ الضعيف أو المظلوم حقه ، ولا يبغي القوي على الضعيف ، ويسود الأمن والاستقرار والنظام ، ونعم الشيء الذي يعظ اللَّه به من أداء الأمانات والحكم بالعدل ، واللَّه سميع لكل شيء ، بصير بالمرئيات ، ويحاسب الناس ويجازيهم على أعمالهم ، والتعقيب على أداء الأمانات والعدل بالسمع والبصر أمر حسن ، يدفع الإنسان المأمور لفعل ما أمر به .

335

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 335
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست