نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 320
والواجب السادس - الإحسان إلى الجيران ، وهم كما ذكرت الآية ثلاثة أنواع : الجار القريب في المكان أو النسب أو الدين ، والجار البعيد غير القريب المجاور في السكن ، والصاحب بالجنب : وهو الرفيق في السفر ، والإحسان إلى الجيران يحقق مبدأ التعاون والتواصل والتوادد والشعور بالسعادة ويكون الإحسان للجيران بكف الأذى ، وحسن العشرة ، وتبادل الهدايا والزيارة ، والوليمة والعيادة حال المرض ونحو ذلك . والواجب السابع : الإحسان إلى ابن السبيل : وهو المسافر المنقطع عن ماله ، أو الضيف بإكرامه ومساعدته للوصول إلى بلده . ومثله الإحسان للأرقاء في الماضي والخدم والأعوان في الحاضر . ثم حذرت الآيات القرآنية من أمرين قبيحين هما البخل والرياء في الإنفاق من المال ، أما البخل فهو داء وخصلة رذيلة ، قال النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : « إياكم والشح ، فإنه هلك من كان قبلكم بالبخل ، أمرهم بالبخل فبخلوا ، وأمرهم بالقطيعة فقطعوا ، وأمرهم بالفجور ففجروا » . وقد توعد اللَّه البخلاء بالعقاب في قوله تعالى : * ( وأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً ) * . وأما الرياء فهو أمر ذميم محبط ومبطل للأجر والثواب ، لأن المرائي لا يقصد بعمله وجه اللَّه ، وإنما يقصد بإعطائه المال السمعة والشهرة والتظاهر ، لا شكرا لله على نعمة ، ولا اعترافا لعباد اللَّه بحق ، والرياء كالبخل يعاقب اللَّه عليه ، وهو شرك خفي يقصد به التقرب لغير اللَّه ، أما المؤمن حقا بالله واليوم الآخر فهو سخي غير بخيل ، ينفق ماله بنية حسنة ، وبقصد التقرب إلى اللَّه وحده ، واللَّه عليم بالنيات .
320
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 320