نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 296
تتجاوزوها ، ومن يطع اللَّه باتباع ما شرعه من الدين وأنزله على رسوله الكريم ، ويطع الرسول باتباع ما جاء به عن ربه من أحكام ، يدخله جنات ( بساتين ) تجري الأنهار من تحت قصورها ، وذلك هو الظفر والفلاح الذي لا مثيل له في الدنيا . ومن يخالف أوامر اللَّه ورسوله ، ويتجاوز الأحكام المشروعة ، يدخله نارا ، ماكثا فيها على الدوام ، وله عذاب مقترن بالإهانة والإذلال . ثم ذكر اللَّه تعالى عقاب الزناة في مبدأ الإسلام ، فقال : [ سورة النساء ( 4 ) : الآيات 15 الى 16 ] * ( واللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ ( 1 ) مِنْ نِسائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ ( 2 ) فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّه لَهُنَّ سَبِيلًا ( 15 ) والَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ فَآذُوهُما ( 3 ) فَإِنْ تابا وأَصْلَحا فَأَعْرِضُوا عَنْهُما إِنَّ اللَّه كانَ تَوَّاباً رَحِيماً ( 16 ) ) * [ النساء : 4 / 15 - 16 ] . أي والنساء اللاتي يرتكبن الزنا ، فأشهدوا على زناهن أربعة من الرجال ، فإن شهدوا فاحبسوهن في المنازل ، حتى الموت ، أو يجعل اللَّه لهن مخرجا مما أتين به . والرجلان اللذان يأتيان الزنا ، فآذوهما بالقول ، وعيروهما ووبخوهما على فعلهما إذا لم يتوبا ، فإن تابا وأصلحا عملهما وغيّرا أحوالهما ، فاتركوا عقابهما ، لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، إن اللَّه كان وما يزال كثير القبول لتوبة عباده ، رحيما بهم . وقد نسخت هذه العقوبة بآية النور : الزَّانِيَةُ والزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ ) * [ النور : 24 / 2 ] . بالنسبة للأبكار ، وبأحاديث الرجم للمحصنين والمحصنات في السنة القولية والعملية .