responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 279


في هذه الآية تنبيه واضح على وجود الإله الخالق الصانع المدبر المتقن ، وعلى افتتاح الوجود الإنساني بخلق العالم في الأصل من نفس واحدة هي آدم عليه السلام أبو البشر الذي خلقه اللَّه وسوّاه بيديه وقدرته من طين ، ونفخ فيه من روحه ، فكان إنسانا كامل الخلقة والتكوين . ثم خلق اللَّه تعالى حواء من جنس آدم في الطبيعة والتركيب ، والبنية والغريزة ، والأخلاق والصفات المتشابهة .
ومن أجل الحفاظ على الوحدة الإنسانية بين جميع البشر ، أمر اللَّه تعالى وأوصى عباده أن يتعاونوا ويتضامنوا ويتراحموا ، فهم متجاورون في العيش ، شركاء في الانتفاع بثمرات وخير هذا العالم كله السماوي منه والأرضي ويكون التعاون بالقيام بالواجبات واحترام حقوق الآخرين ، وهذا المعنى هو المعبر عنه في الاصطلاح القرآني بالتقوى : وهي امتثال الأوامر واجتناب المنهيات في كل ماله صلة وثقى بالله وحده لا شريك له ، أو بالنفس البشرية ، أو بحقوق العباد الآخرين ، ويؤكد النص القرآني الأمر بالتقوى بما يحمل على الامتثال بذكر الربوبية المضافة إلى المخاطبين ، فالله هو رب الجميع الذي ربّاهم بنعمه ، وأفاض عليهم من إحسانه ، وأمدهم بكل وسائل الحياة العزيزة الكريمة ، وذكّرهم بأنهم من أصل واحد ، كلهم لآدم وآدم من تراب ، وأنه خلق من تلك النفس الأولى زوجها ، وتناسل منهما البشر والنوع الإنساني ذكورا وإناثا ، وجعل من تلك الذرية خلية أصغر ووحدة أضيق وهي رابطة الأسرة القائمة على الرحم الواحدة ، وصلة الدم والقرابة ، مما يدعوهم إلى التراحم والتعاون . وكل ذلك دليل على القدرة الإلهية الباهرة التي تستوجب وتتطلب التقوى من أجل الحفاظ على علاقات البشر الطيبة في المستوى الثنائي والجماعي .
وأكد اللَّه تعالى الأمر بتقوى اللَّه لتحسين العلاقات الإنسانية من جانبين :
الجانب الأول : الإحسان الفطري العميق في كل نفس وإن كانت كافرة غير مؤمنة -

279

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 279
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست