responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 271


النبي محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم خبر الميثاق : وهو العهد المؤكد الذي أخذه الله على أهل الكتاب بوساطة الأنبياء ، وأقسم عليها ليبينن الكتاب الإلهي للناس ويظهرونه ولا يحرفونه عن موضعه حتى يفهم الناس ويعملوا بما جاء فيه . ولكن نبذ أهل الكتاب هذا الميثاق وراء ظهورهم ، وبدلوا به ثمنا قليلا من حطام الدنيا الفانية كالرياسة والمال الزائل ، فكانوا في هذه الصفقة مغبونين ، حيث جعلوا العرض الفاني بدل النعيم الباقي في الآخرة ، فبئس الشراء شراؤهم ، وبئست هذه المبادلة ، قال النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم فيما رواه أحمد وغيره عن أبي هريرة : « من سئل عن علم فكتمه ، ألجم يوم القيامة بلجام من نار » .
وإذا أخبر العالم الديني بحكم شرعي فعليه أن يكون أمينا في نقله حاذقا في فهمه ، فلا يحرّفه ولا يبدله ، ولا يبتر منه شيئا ، ولا يدلَّس ويعمّي الأمور ويغطَّي الحقائق ، ولا يطلب الثناء على ما فعل من بيان الخبر المشوه أو الحكم المبدل ، وهو في هذا كاذب دجّال ، قال الله تعالى عقب الآية السابقة :
[ سورة آلعمران ( 3 ) : الآيات 188 الى 189 ] * ( لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا ويُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ ( 1 ) مِنَ الْعَذابِ ولَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ( 188 ) ولِلَّه مُلْكُ السَّماواتِ والأَرْضِ واللَّه عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( 189 ) ) * [ ال عمران : 3 / 188 - 189 ] .
وسبب نزول هذه الآية كما روى البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري : أن رجالا من المنافقين كانوا إذا خرج رسول الله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم إلى الغزو ، تخلفوا عنه ، فإذا قدم اعتذروا إليه ، وقالوا : كانت لنا أشغال ونحو هذا ، فيظهر رسول الله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم القبول ويستغفر لهم ، ففضحهم الله تعالى بهذه الآية ، فكانوا يفرحون بما يأتونه ويفعلونه من التخلف والاعتذار ، ويحبون أن يقال لهم : إنهم في حكم المجاهدين ، لكن العذر حبسهم ، أي منعهم عن الجهاد .


( 1 ) بفوز ونجاة .

271

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 271
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست