نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 267
وكيف يجوز البخل ، والله مالك السماوات والأرض هو الرزاق ، والمطلع على أعمال العباد ، لا تخفى عليه خافية ، لذا أمر الله بالإنفاق في قوله تعالى : * ( وأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيه ) * [ الحديد : 57 / 7 ] ، وقوله : ومِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ ) * [ البقرة : 2 / 3 ] . وقد وبخ الله اليهود حين قالوا : * ( إِنَّ اللَّه فَقِيرٌ ونَحْنُ أَغْنِياءُ ) * قال ابن عباس : أتت اليهود رسول الله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم حين أنزل الله : مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّه قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَه لَه ) * [ البقرة : 2 / 245 ] فقالوا : يا محمد ، أفقير ربك ؟ يسأل عباده القرض ، ونحن أغنياء ، فأنزل الله : * ( لَقَدْ سَمِعَ اللَّه قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّه فَقِيرٌ ونَحْنُ أَغْنِياءُ ) * . ووبخهم أيضا على جرمهم الخطير الشنيع ، وهو قتل الأنبياء بغير حق ، ويقال لهم يوم القيامة : * ( ذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ ) * أي المحرق والمؤلم ، وذلك بسبب ارتكابهم الذنوب والفواحش ، وليس الله بظالم أحدا من عباده ، فيؤاخذه بلا ذنب . هؤلاء اليهود الذين حاولوا أيضا قتل النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بدس السم في طعامه يوم خيبر ، وهم المانعون للزكاة القائلون كذبا : إن الله عهد إلينا ألا نؤمن برسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار ، ويفترون على الله الكذب بزعمهم أن الله أوحى إليهم ذلك في التوراة . فرد الله عليهم بأن هذه معجزة ، وقد سبق أن أرسلت لكم الأنبياء الكثر ومعهم المعجزات ، وأتوكم بالأدلة الواضحة الدالة على صدقهم ، فلم كذبتموهم ، ولم تصدقوهم ، ولم قتلتموهم إن كنتم صادقين ؟ فإن كذبوك أيها النبي محمد بعد هذا كله ، فقد كذبت رسل كثيرون قبلك ، جاؤوا بالمعجزات والكتب الإلهية مثل التوراة ذات الهدى والنور ، والإنجيل الكتاب المنير ، ومع ذلك لم يؤمنوا حق الإيمان . أجل ! إن أداء الزكاة المفروضة ، والإنفاق بالصدقات المطلقة سبيل واضح من
267
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 267