responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 255


وقال النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : « ما خاب من استخار ، ولا ندم من استشار » [1] .
وقال عليه السلام : « المستشار مؤتمن » [2] .
والاستشارة مطلوبة في جميع شؤون الدنيا والدين ، أما أمور الدين فالقرآن هو الحكم فيها ، وأما أمور الدنيا فالعقل والتجربة والحنكة والود أساسها .
ومن مقومات العقيدة الإسلامية : التوكل على اللَّه ، وتفويض الأمر والشأن له ، ولكن بشرط اتخاذ الأسباب ، واقتران التوكل بالجد في الطاعة ، والعمل والحزم وبذل الجهد بحسب مقتضى الحكمة وواقع الأمور .
ثم نبّه اللَّه المؤمنين إلى عقيدة النصر بقوله : * ( إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّه فَلا غالِبَ لَكُمْ ) * أي الزموا الأمور التي أمركم بها ووعدكم النصر معها ، فما النصر إلا من عند اللَّه العزيز الحكيم ، لأن جميع ما في الكون بتدبيره ومشيئته ، وإذا خذل اللَّه قوما بأن تركهم وتخلى عنهم في مواطن الحاجة والشدة ، فلن يجدوا ناصرا لهم من بعده ، لذا وجب عليهم أن يتوكلوا على اللَّه وحده بعد اتخاذ الأسباب ، لأنه لا ناصر لهم سواه ، ولا معين لهم غيره ، ونصر اللَّه مرهون بشرط نصرة دين اللَّه ، لقوله تعالى :
* ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّه يَنْصُرْكُمْ ويُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ ( 7 ) [ محمد : 47 / 7 ] .
إن هذه القيم الخلقية القرآنية - النبوية تعد اللبنة الأولى لبناء الأمجاد والحفاظ على حرمة الديار والبلاد ، وإن تخلق النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بأخلاق القرآن يعد دليلا حسيا وترجمة عملية للالتزام بالأخلاق القائمة على حماية الكرامة الإنسانية والحرية والعدالة والمساواة .



[1] أخرجه الطبراني في الأوسط عن أنس بن مالك .
[2] أخرجه أصحاب السنن الأربعة عن أبي هريرة ، والترمذي عن أم سلمة ، وابن ماجه عن ابن مسعود .

255

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست