نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 251
المنافقين القائلين : هل لنا من الأمر والنصر نصيب ، ولو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا ، أي إن الخروج للقتال خطأ ، ولو لم يخرج المسلمون لم يقتل أحد . ثم أوضح اللَّه تعالى أن الذين تركوا أماكنهم أو انهزموا إنما أوقعهم الشيطان في هذا الخطأ بسبب أفعالهم وذنوبهم السابقة ، ولكن عفا اللَّه عنهم لما تابوا ، قال تعالى : < فهرس الموضوعات > [ سورة آلعمران ( 3 ) : آية 155 ] < / فهرس الموضوعات > [ سورة آلعمران ( 3 ) : آية 155 ] * ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ ( 1 ) الشَّيْطانُ بِبَعْضِ ما كَسَبُوا ولَقَدْ عَفَا اللَّه عَنْهُمْ إِنَّ اللَّه غَفُورٌ حَلِيمٌ ( 155 ) ) * [ ال عمران : 3 / 155 ] . أي إن اللَّه غفور للذنوب حليم لا يعجل بالعقوبة . لقد كان انهزام المسلمين في أحد بسبب الحرص على المادة والغنائم ، ومخالفة أوامر الرسول صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، والإصغاء لوساوس الشيطان ، واقتراف الخطايا والذنوب ، وإن الاستفادة من دروس الهزيمة أهم من فوائد النصر والغلبة ، فلا يمكن تحقيق النصر إلا بتجنب وسائل الضعف والهزيمة ، واللَّه برحمته ينبّه هؤلاء المخطئين كيلا يقعوا في الخطأ المماثل إلى الأبد . < فهرس الموضوعات > تبديد مخاوف الموت < / فهرس الموضوعات > تبديد مخاوف الموت يشيع بين الناس - بسبب وسوسة الشيطان - خطأ فاسد ومعتقد باطل أن الأمان في البقاء في البيوت والمدن ، وأن الموت في السفر والارتحال ، أو الحرب والقتال ، وأن من سافر في تجارة ونحوها ، ومن قاتل فقتل ، لو قعد في بيته لعاش ولم يمت في ذلك الوقت الذي عرّض فيه نفسه للسفر أو للقتال . فندّد اللَّه تعالى في قرآنه هذا الاعتقاد الفاسد ، وأبان حقيقة أمر الموت ، وأنه بيد
( 1 ) حملهم على الزلة بالوسوسة .
251
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 251