نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 249
< فهرس الموضوعات > أسباب الهزيمة في غزوة أحد < / فهرس الموضوعات > أسباب الهزيمة في غزوة أحد للنصر أسباب وللهزيمة أسباب ، والمؤمن المتبصر هو الذي يدرك ما يجب عليه الحالين . وقد أبان القرآن أسباب هزيمة المسلمين في غزوة أحد ، للرد على المنافقين المشككين في نبوة الرسول صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، قال محمد بن كعب القرظي : لما رجع رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلم إلى المدينة ، وقد أصيبوا بما أصيبوا يوم أحد ، قال ناس من أصحابه : من أين أصابنا هذا ، وقد وعدنا اللَّه النصر ؟ فأنزل اللَّه تعالى : < فهرس الموضوعات > [ سورة آلعمران [3] : آية 152 ] < / فهرس الموضوعات > [ سورة آلعمران ( 3 ) : آية 152 ] * ( ولَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّه وَعْدَه إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِه ( 1 ) حَتَّى إِذا فَشِلْتُمْ ( 2 ) وتَنازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ما أَراكُمْ ما تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيا ومِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ ( 3 ) ولَقَدْ عَفا عَنْكُمْ واللَّه ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ( 152 ) ) * [ ال عمران : 3 / 152 ] . أقسم اللَّه تعالى في هذه الآية أنه قد نصر المؤمنين أولا في بداية أمر المعركة وقت أن أخذوا يقتلون المشركين قتلا ، ويفتكون بهم فتكا ، ولكنهم لما طمعوا في الغنائم وانقسموا فريقين : فريق الرماة فوق الجبل تركوا أماكنهم حينما رأوا انهزام المشركين ، وفريق ثبت مكانه وقالوا : لا نخالف أمر الرسول أبدا ، وهم القائد عبد اللَّه بن جبير مع نفر قليل من أصحابه ، والفريق الأول وهم الرماة هم الذين أرادوا الدنيا وتركوا أماكنهم طلبا للغنيمة ، والفريق الثاني هم الذين أرادوا الآخرة وثبتوا في مكانهم ولم يخالفوا أمر الرسول صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، ثم تحول النصر إلى هزيمة ، وعفا اللَّه عن المخالفين ، وصرف المؤمنين عن المشركين ليمتحن إيمانهم ويظهر الصادقون من المنافقين ، وتاب اللَّه بفضله العظيم على المؤمنين . ثم ذكّر اللَّه المؤمنين حيث انهزموا ولم يلتفتوا إلى ما وراءهم ، والحال أن الرسول
( 1 ) أي تقتلونهم بأمر اللَّه وإرادته . ( 2 ) أي جبنتم وضعفتم . [3] ليختبر صبركم .
249
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 249