responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 229


الْمُنْكَرِ ويُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وأُولئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ ( 114 ) وما يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوه ( 1 ) واللَّه عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ ( 115 ) ) * [ ال عمران : 3 / 113 - 115 ] .
وسبب نزول هذه الآيات في أصح التأويلات : ما قاله ابن عباس رضي الله عنه : لما أسلم عبد الله بن سلام ، وثعلبة بن سعنة ، وأسيد بن سعية ، وأسد بن عبيد ، ومن أسلم من اليهود ، قالت أحبار اليهود : ما آمن لمحمد إلا شرارنا ، ولو كانوا من خيارنا لما تركوا دين آبائنا . وقالوا لهم : لقد خنتم حين استبدلتم بدينكم دينا غيره ، فأنزل الله تعالى : * ( لَيْسُوا سَواءً ) * الآية .
والمعنى : ليس أهل الكتاب متساوين في العقيدة والأفعال ، فمنهم أمة مستقيمة على طاعة الله ، ثابتة على أمره ، يتلون آيات الله ، ويقرؤن القرآن في ساعات الليل ، ويصلون والناس نيام ، ويناجون ربهم وغيرهم غافلون ، وهم يؤمنون بالله واليوم الآخر إيمانا صادقا خالصا ، ويخشون الله ، ويرجون ثوابه وتجارة لن تبور ، فهؤلاء مؤمنون حقا .
وهم في مجال الأخلاق والعمل الاجتماعي ، يأمرون بالفضيلة والمعروف ، وينهون عن الرذيلة والمنكر ، ويبادرون إلى فعل الخيرات بسرعة وبلا تلكؤ أو إمهال ، وهم قوم صالحون مثل عبد الله بن سلام وصحابته الذين أسلموا وصلحت أحوالهم وارتفعت درجاتهم . فهم بإسلامهم خيار ، لا أشرار كما زعم اليهود ، وأتقياء لا فجار ، وعقلاء لا مجانين ، إذ اختاروا الإيمان وتركوا الضلال .
وما يفعلون من الطاعات ، فلن يحرموا ثوابه ويمنعوا جزاءه ، ولا يتصور غير هذا في شريعة الإسلام العادلة ، وعدل الله الشامل ، فالله شكور لفعل عباده الأتقياء ،


( 1 ) أي يمنعوا أو يحرموا ثوابه .

229

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 229
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست