نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 206
< فهرس الموضوعات > إحقاق الحق وإبطال الشرك < / فهرس الموضوعات > إحقاق الحق وإبطال الشرك إن منهج الإسلام الأساسي في إصلاح العقيدة : هو إحقاق الحق وتثبيت معالمه وصرحه ، وإبطال الشرك وهدم معاقله وحصونه ، وليس هناك أخطر على الأمة من تشوية عقيدتها ، وتحريف كتاب اللَّه ، وتأويل الكلام تأويلا باطلا ، وليس هناك أيضا أضر على الإنسان من الشرك والوثنية واتخاذ الأرباب مع اللَّه ظلما وزورا ، وافتراء وبهتانا . وقد ضل جماعة من علماء أهل الكتاب وأحبارهم ، فلووا ألسنتهم في كتاب اللَّه ، ليميلوها عن الآيات المنّزلة الصحيحة إلى العبارات المبدلة المحرّفة ، فزادوا في كلام اللَّه ، أو نقصوا ، أو حرفوا الكلم عن مواضعه ، أو قرؤا كلامهم بأنغام وتراتيل ، ليوهموا الناس بأنه من التوراة ، وأن الكتاب جاء بذلك ليحسبه المسلمون حقا وصدقا ، والواقع أنه ليس من كلام اللَّه ، ويقولون على اللَّه الكذب ، وهم يعلمون أنه مخترع مبدّل محرّف ، ليس من عند اللَّه ، وإنما هو من عند الشيطان والهوى ، وهذا ليس تلميحا أو إيماء ، وإنما يصرحون بذلك لقسوة قلوبهم وجرأتهم على اللَّه . قال اللَّه تعالى مبينا هذا الموقف : < فهرس الموضوعات > [ سورة آلعمران ( 3 ) : آية 78 ] < / فهرس الموضوعات > [ سورة آلعمران ( 3 ) : آية 78 ] * ( وإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ ( 1 ) بِالْكِتابِ لِتَحْسَبُوه مِنَ الْكِتابِ وما هُوَ مِنَ الْكِتابِ ويَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّه وما هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّه ويَقُولُونَ عَلَى اللَّه الْكَذِبَ وهُمْ يَعْلَمُونَ ( 78 ) ) * [ ال عمران : 3 / 78 ] . ثم قرر اللَّه موقفا آخر لإثبات عقيدة التوحيد لله ، ونبذ الشرك ، وهدم كل معالمه ومظاهره ، فقال اللَّه تعالى : < فهرس الموضوعات > [ سورة آلعمران ( 3 ) : الآيات 79 الى 80 ] < / فهرس الموضوعات > [ سورة آلعمران ( 3 ) : الآيات 79 الى 80 ] * ( ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَه اللَّه الْكِتابَ والْحُكْمَ والنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِباداً لِي مِنْ دُونِ اللَّه ولكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ ( 2 ) بِما كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ
( 1 ) يميلونها عن الصحيح إلى الكلام المحرّف . ( 2 ) فقهاء في الدين تعلَّمون الناس بإخلاص .
206
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 206