نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 195
الْمَوْتى بِإِذْنِ اللَّه وأُنَبِّئُكُمْ بِما تَأْكُلُونَ وما تَدَّخِرُونَ [1] فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ( 49 ) ومُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ ولأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّه وأَطِيعُونِ ( 50 ) إِنَّ اللَّه رَبِّي ورَبُّكُمْ فَاعْبُدُوه هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ ( 51 ) ) * [ ال عمران : 3 / 45 - 51 ] . اذكر أيها النبي حين قالت الملائكة : يا مريم ، إن اللَّه يبشرك بمولود منك من غير أب هو الكلمة ، أي وجد بكلمة * ( كُنْ فَيَكُونُ ) * من اللَّه ، من غير واسطة بشر ، اسمه المسيح عيسى ابن مريم ، فهو منسوب إليك ، ولقب بالمسيح ، لمسحه بالبركة أو بالدهن الذي يمسح به الأنبياء ، وهو ذو جاه في الدنيا بالنبوة ، وفي الآخرة بالشفاعة وعلو الدرجة ، ومن المقربين إلى اللَّه يوم القيامة . ويكلم الناس وهو طفل صغير في المهد : مضجع الطفل حين الرضاع ، وفي الكهولة : ما بعد الثلاثين أو الأربعين إلى الشيخوخة ، أي يكلم الناس في الحالين بالوحي والرسالة ، وهو من العباد الصالحين . قالت مريم مستبعدة الأمر بحكم العادة : كيف يكون لي ولد ، ولم يقربني رجل ؟ فأجابها الوحي بالإلهام : مثل ذلك يخلق اللَّه ما يشاء من العدم بمقتضى قدرته وحكمته ، وإذا أراد أمرا أو شيئا ممكنا ، أوجده بكلمة * ( كُنْ ) * فيكون كما أراد . ويعلَّم اللَّه عيسى الكتابة والخط ، والعلم النافع وفهم أسرار الأشياء ، والتوراة التي أنزلها على موسى ، والإنجيل : الكتاب الذي أوحي إليه من بعد ذلك . ويرسله اللَّه رسولا إلى بني إسرائيل : أني أنبئكم بعلامة دالة على صدق نبوتي ورسالتي ، وهي أنني أصورّ لكم من الطين شيئا كهيئة الطير ، فأنفخ فيه ، فيصير حيا