responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 179


كانت سببا للشر والبعد عن اللَّه ، وعند ذلك تكون خطرا على صاحبها ، أما إن كانت سببا في الخير ، ولم تمنع صاحبها من القيام بواجباته الدينية والخيرية والإنسانية ، فتكون خيرا له ، وعند اللَّه حسن المرجع والمآب .
ثم نبّه القرآن الكريم إلى ما هو خير من الدنيا ، فقال اللَّه تعالى :
[ سورة آلعمران ( 3 ) : الآيات 15 الى 17 ] * ( قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وأَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ ورِضْوانٌ مِنَ اللَّه واللَّه بَصِيرٌ بِالْعِبادِ ( 15 ) الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا إِنَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وقِنا عَذابَ النَّارِ ( 16 ) الصَّابِرِينَ والصَّادِقِينَ والْقانِتِينَ ( 1 ) والْمُنْفِقِينَ والْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحارِ ( 2 ) ( 17 ) ) * [ ال عمران : 3 / 15 - 17 ] . فالذي هو خير من الدنيا وزينتها هو ما عند اللَّه للمتقين الأبرار من الجنات التي تجري من تحت أشجارها وغرفها الأنهار ، ماكثين فيها على الدوام أبدا ، لا يرغبون في بديل عنها ، ولهم زوجات طاهرات من دنس الفواحش والشوائب ، وهذا هو الجزاء المادي ، وهناك جزاء روحي أرفع منه وهو رضوان اللَّه على عباده الأتقياء ، وهو أكبر وأعظم من كل نعمة ، قال اللَّه تعالى : * ( وَعَدَ اللَّه الْمُؤْمِنِينَ والْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها ومَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ورِضْوانٌ مِنَ اللَّه أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ( 72 ) ) * [ التوبة : 9 / 72 ] .
وهذا الجزاء المادي والروحي هو للمتقين اللَّه حقيقة الذين يقولون : ربنا إننا آمنا بك وبرسلك وكتبك إيمانا حقيقيا صادقا يملأ قلوبنا ، فاغفر لنا ذنوبنا ، وقنا عذاب النار . وهؤلاء المؤمنون الأتقياء صابرون على تقوى اللَّه وعلى قضاء اللَّه وعلى كل مكروه ، وقانتون خاشعون لله متضرعون إليه ، ومنفقون أموالهم في سبيل اللَّه ندبا ووجوبا ، ومستغفرون اللَّه بالأسحار أي قبل طلوع الفجر ، وفي هذا الوقت يكون


( 1 ) المطيعين لله الخاشعين . ( 2 ) الاستغفار : طلب المغفرة من اللَّه تعالى ، والأسحار أواخر الليل إلى طلوع الفجر .

179

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 179
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست