نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 171
وثالث هذه الدعوات : ربنا ولا تحمل علينا شيئا أو حملا ثقيلا ننوء بحمله ، ونعاني المشاق والمتاعب الشديدة من القيام به . ولقد كانت الأمم السابقة لعنادهم وعتوهم ، تكاليفهم شاقة ، فتوبتهم من الذنب مثلا بقتل النفس ، وإزالة النجاسة بقطع موضعها ، ونحو ذلك من الأمور الثقيلة والأعمال الشاقة . ورابع هذه الدعوات : ربنا ولا تحمّلنا ما لا قدرة لنا عليه من العقوبة والفتن ، ولا تشدّد علينا كما شدّدت على من كان قبلنا ، ولا تحملنا من الأعمال ما لا نطيق . وخامس هذه الدعوات وسادسها وسابعها : ربنا اعف عنا فيما واقعناه وارتكبناه وسامحنا عن تقصيرنا ، واستر علينا ما علمت ، واغفر لنا ما بيننا وبين عبادك ، فلا تطلعهم ولا تظهرهم على عيوبنا وأعمالنا القبيحة ، وتفضل علينا برحمة سابغة شاملة منك لنا ، بأن توفّقنا حتى لا نقع في ذنب آخر ، فأنت يا رب متولي أمورنا ، وناصرنا ، وعليك توكلنا ، وإليك أنبنا ورجعنا ، ولا حول ولا قوة إلا بك ، وانصرنا على القوم الكافرين ، يا رب العالمين . هذه الأدعية السبعة ذات غرض واحد وهو دخول الجنة ، فليحرص المؤمن والمؤمنة على تكرار الدعاء بها ، روى البخاري وبقية الجماعة عن ابن مسعود : عن النبي أنه قال : « من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه » . أي عن قيام الليل ، و قال علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه : « ما أظن أحدا عقل وأدرك الإسلام ينام حتى يقرأهما » . وروى الإمام أحمد أن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : « أعطيت هؤلاء الآيات من آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش ، لم يعطهن أحد قبلي » .
171
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 171