responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 17


مع أنها تتحرك وتدور ، وجعل السماء كالقبة تظلَّهم بالخير والبركة ، وهي بناء محكم مع ما فيها من ملايين النجوم والكواكب ، وعوالم الأفلاك والأجرام السماوية ، لا يسقط منها شيء ، ولا يختلّ لها نظام ، وأنزل اللَّه لخير العباد في صحتهم وزراعتهم ماء مباركا طيّبا ينبت به لهم الكلأ والزرع والشجر ، ويغسل الجو من الغبار والجراثيم ، فإله خالق هذا شأنه ، ومنعم متفضل هذا ديدنه ، هو المستحق للعبادة والخضوع والانقياد له لأنه مصدر الخلق والتكوين والرزق .
قال اللَّه تعالى دالَّا على ألوهيّته :
< فهرس الموضوعات > [ سورة البقرة [2] : الآيات 21 الى 22 ] < / فهرس الموضوعات > [ سورة البقرة ( 2 ) : الآيات 21 الى 22 ] * ( يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ والَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ( 21 ) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِراشاً ( 1 ) والسَّماءَ بِناءً ( 2 ) وأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِه مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّه أَنْداداً ( 3 ) وأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ( 22 ) ) * [ البقرة : 2 / 21 - 22 ] .
ثم أثبت اللَّه صحة رسالة محمد صلَّى اللَّه عليه وسلم بما أنزل اللَّه عليه من معجزة القرآن ، وأن القرآن معجز ، وأنه من عند اللَّه ، ودليل إعجازه : أن اللَّه تحدى العرب الذين نزل بلغتهم أن يأتوا بسورة تماثله في البلاغة والفصاحة ، ومتانة التشريع الصالح لكل زمان ومكان ، ومطابقته لمكتشفات العلوم المختلفة ، وإخباره بالمغيبات في الماضي والمستقبل .
فإذا شك إنسان في أن القرآن ليس من كلام اللَّه فليأت بمثله ، والقرآن كلام عربي من جنس ما يتكلم به العرب في خطبهم وأشعارهم وكلامهم العادي ، وهم فرسان البلاغة والفصاحة ، وأعلام البيان . وإذا عجزوا عن الإتيان بمثل سورة من القرآن ، وهم عاجزون إلى الأبد ، فليرجعوا إلى الحق ، وليؤمنوا بمحمد وبما أنزل اللَّه عليه من القرآن ، وفي ذلك وقاية لهم من النار . قال اللَّه تعالى مبيّنا إعجاز القرآن وإثبات رسالة النّبي محمد صلَّى اللَّه عليه وسلم :
< فهرس الموضوعات > [ سورة البقرة ( 2 ) : الآيات 23 الى 24 ] < / فهرس الموضوعات > [ سورة البقرة ( 2 ) : الآيات 23 الى 24 ] * ( وإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِه


( 1 ) بساطا للاستقرار عليها .
[2] سقفا مرفوعا . ( 3 ) أمثالا من الآلهة تعبدونها .

17

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 17
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست