responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 153


والمن : ذكر النعمة والإشادة بها على معنى التعديد لها والتقريع بها . والأذى : السب والتشكي ، وهو أعم من المنّ ، لأن المنّ جزء من الأذى .
وإذا لم يرد الإنسان الصدقة ، فليكن رده طيبا ، وقوله حسنا معروفا ، دون إساءة ، فالكلام الجميل تهدأ به نفس السائل ، وهو خير للسائل والمسؤول من صدقة يتبعها أذى وضرر ، إذ شرعت الصدقة لتقريب الناس من بعضهم بعضا ، وتخفيف حدة الحسد والحقد بين فئات الناس ، والأذى والمن يخرجها عن وضعها الصحيح ، قال اللَّه تعالى :
< فهرس الموضوعات > [ سورة البقرة [2] : آية 263 ] < / فهرس الموضوعات > [ سورة البقرة ( 2 ) : آية 263 ] * ( قَوْلٌ مَعْرُوفٌ ومَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذىً واللَّه غَنِيٌّ حَلِيمٌ ( 263 ) ) * [ البقرة : 2 / 263 ] .
ثم خاطب اللَّه المؤمنين بوصف الإيمان ، ليكون ذلك أدعى للقبول والامتثال ، فحرّم عليهم المن والأذى صراحة ، فقال سبحانه :
< فهرس الموضوعات > [ سورة البقرة ( 2 ) : آية 264 ] < / فهرس الموضوعات > [ سورة البقرة ( 2 ) : آية 264 ] * ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ والأَذى كَالَّذِي يُنْفِقُ مالَه رِئاءَ ( 1 ) النَّاسِ ولا يُؤْمِنُ بِاللَّه والْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُه كَمَثَلِ صَفْوانٍ ( 2 ) عَلَيْه تُرابٌ فَأَصابَه وابِلٌ ( 3 ) فَتَرَكَه صَلْداً ( 4 ) لا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا واللَّه لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ ( 264 ) ) * [ البقرة : 2 / 264 ] .
قال العلماء : إن الصدقة التي يعلم اللَّه من صاحبها أنه يمّن أو يؤذي ، فإنه لا يتقبّل صدقته . وذلك لأن من منّ أو آذى غيره كمن ينفق ماله للرياء والسمعة ، والذي يرائي كمثل حجر أصم عليه تراب ، وقد نزل عليه مطر شديد ، فذهب التراب ، وبقي الحجر أملس ، وهكذا الذي يمنّ أو يرائي يلبس ثوبا غير ثوبه ، ثم لا يلبث أن ينكشف أمره ، فيكون ما يلبس به كالتراب على الصفوان : ( الحجر الأملس ) الذي يذهب به الوابل ( المطر الشديد ) فلا يبقى من أثره شيء .


( 1 ) مراءاة لهم وسمعة .
[2] حجر كبير أملس . ( 3 ) مطر شديد . ( 4 ) أجرد نقيا من التراب .

153

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 153
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست