نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 107
ذكر العلماء سببين لنزول هذه الآية ، فقال قتادة والسّدّي : نزلت في قصة الأحزاب ، حين حاصر المشركون رسول الله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وأصحابه في المدينة . نزلت هذه الآية في غزوة الخندق حين أصاب المسلمين من الجهد والشدة ، والحر والبرد وسوء العيش وأنواع الأذى ، وكان كما قال الله تعالى : * ( وبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ ) * [ الأحزاب : 33 / 10 ] . وقال عطاء وجماعة : نزلت الآية تسلية للمهاجرين الذين أصيبت أموالهم بعدهم في بلادهم ، وفتنوا هم قبل ذلك . لما دخل رسول الله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وأصحابه المدينة ، اشتدّ الضّر عليهم ، بأنهم خرجوا بلا مال ، وتركوا ديارهم وأموالهم بأيدي المشركين ، وآثروا رضا الله ورسوله ، وأظهرت اليهود العداوة لرسول الله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، وأسرّ قوم من الأغنياء النفاق ، فأنزل الله تعالى تطييبا لقلوبهم : * ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ . . ) * الآية . خوطب الرسول صلَّى اللَّه عليه وسلَّم والمؤمنون معه بهذه الآية ، حثّا لهم على الثبات والمصابرة على مخالفة الكفار ، وتحمل المشاق ، مع بيان عاقبة الصبر . وكان ذلك من قول الرسول صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بقصد استعجال النصر ، لا لسبب الشّك والارتياب في وعد الله وعدله . ومعنى الآية أتظنون أيها المؤمنون أن تدخلوا الجنة ، ولما تتعرفوا على أخبار من مضى من قبلكم من الأنبياء ومن معهم من المؤمنين ؟ فأنتم لم تتعرضوا للمحنة والبلاء مثل ابتلائهم ، مسّتهم الشدة والخوف والفقر والألم والأمراض ، تعرضوا للبأساء أي الفقر ، وللضّراء أي المرض والمصائب ، وزلزلوا أي أزعجوا إزعاجا شديدا بأنواع البلايا ، حتى اضطرهم الألم والكرب إلى أن يقول الرسول - وهو أعلم الناس بصدق وعد الله ، وأوثقهم بنصره - ويقول المؤمنون المقتدون به من غير أي شك بإنجاز وعد الله : متى يأتي نصر الله للمؤمنين ؟ فكاد صبرهم ينفد من هول ما لاقوا ، فأجيبوا :
107
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 107