responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 912


العذاب المتوسط هو عذاب القبر ، وإذا كان النبي ذاته لم يعلم بأعيان المنافقين في عصره ، فما بال أقوام يتكلفون علم الناس : فلان في الجنة ، وفلان في النار ، فإذا سألت أحدهم عن نفسه قال : لا أدري .
وهناك فريق آخر حول المدينة أقروا بمعاصيهم واعترفوا بها لربهم ، ولهم أعمال أخر صالحة ، خلطوا أعمالهم الصالحة وهي التوبة والندم بالسيئة وهو التخلف عن غزوة تبوك ، فهؤلاء تحت عفو اللَّه وغفرانه ، لعل اللَّه أن يتوب عليهم ، إن اللَّه غفور لمن تاب ، رحيم بمن أحسن وأناب . وهؤلاء ثلاثة أشخاص أو سبعة تخلفوا عن غزوة مع الرسول صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وهم أبو لبابة الأنصاري ورجلان معه ، تفكروا وندموا ، ثم أوثقوا أنفسهم بسواري المسجد ، ولم يطلقوها ، وظلوا على هذه الحال في حر شديد سبعة أيام ، وأقسموا ألا يطعموا ولا يشربوا حتى يعفو اللَّه عنهم أو يموتوا ، فنزلت هذه الآية : * ( وآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ . . ) * فلما نزلت أطلقهم النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بنفسه وعذرهم . وهذا يدلنا على أن الكثير من الناس الذين يخلطون العمل الصالح بالفاسد ، يجب عليهم ألا يقنطوا من رحمة اللَّه ، وعليهم المبادرة إلى التوبة ، فإن رحمة اللَّه قريب من المحسنين .
أثر التوبة النصوح إذا انحرف الإنسان عن أوامر اللَّه ونواهيه ، ثم تاب وأناب وأحسن العمل ، توقف قبول أعماله على إذن اللَّه ورضاه ، وهذا ما كان عليه الحال في صدر الإسلام .
فإن الجماعة التائبة التي ربطت أنفسها بسواري المسجد ، وخلطت العمل الصالح بالسيئ ، جاءت رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم لما تيب عليها ، فقالت : يا رسول اللَّه ، إنا نريد أن

912

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 912
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست