نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 894
[ سورة التوبة ( 9 ) : الآيات 79 الى 80 ] * ( الَّذِينَ يَلْمِزُونَ ( 1 ) الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ والَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ ( 2 ) فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّه مِنْهُمْ ولَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ( 79 ) اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّه لَهُمْ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّه ورَسُولِه واللَّه لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ ( 80 ) ) * [ التوبة : 9 / 79 - 80 ] . سبب نزول الآية : هو ما روى البخاري ومسلم عن أبي مسعود البدري قال : لما نزلت آية الصدقة ، كنا نحامل على ظهورنا ( 3 ) ، فجاء رجل ( هو أبو عقيل واسمه الحبحاب ) بشيء كثير ، فقالوا : مرائي ، فتصدق بصاع ، فقالوا : إن اللَّه لغني عن صدقة هذا ، فنزل قوله تعالى : * ( الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ . . ) * الآية ، أي يعيبونهم . هذا لون من ألوان طبائع المنافقين وأعمالهم القبيحة ، وهو لمزهم ( أي عيبهم ) المتطوعين الذين يأتون بالصدقات طوعا واختيارا . وهو موقف غريب يدل على تأصل النفاق في قلوبهم ، وأنه لا يرجى منهم الخير أبدا . فهم لا يكتفون بالامتناع عن الإنفاق في سبيل اللَّه ، بل ويعيبون من ينفق من المسلمين المتطوعين بسخاء في الصدقات ، بل والذين يبذلون أقصى جهدهم ، فلا يجدون عندهم ما ينفقونه في سبيل اللَّه إلا القليل ، وتراهم لا همّ لهم إلا الطعن والهزء والسخرية ، فيهزؤن من جميع المتطوعين في الصدقات بالقدر القليل أو الكثير ، وخصص اللَّه تعالى المقلَّين بعد المكثرين ، من قبيل عطف الخاص على العام لأن السخرية منهم كانت أشد وأوقع . فكان جزاؤهم المحقق أن اللَّه جازاهم على سخريتهم وهزئهم بمثل ذنبهم ، حيث صاروا إلى النار ، وتعرضوا للعذاب المؤلم الشديد الإيلام . وعبّر الحق تعالى عن ذلك بقوله : * ( فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّه مِنْهُمْ ) * وهذا من قبيل ما يسمى في اللغة العربية
( 1 ) المنافقون الذين يعيبون . ( 2 ) طاقتهم . ( 3 ) أي نستأجر في الأعمال ، ونحمل الأحمال على ظهورنا بالأجرة ، ونتصدق منها أو بها .
894
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 894