responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 856


فلا يقررون لهم إلا الحق ، ولا يلقنونهم إلا الأصل الإلهي الصحيح الذي أراده اللَّه هدى لعباده ، ومنهجا لخلقه ، وميزانا للحياة السوية . لذا شنّع القرآن الكريم على قادة الفكر المنحرف ورجال الدين المضللين ، فقال اللَّه تعالى :
[ سورة التوبة ( 9 ) : الآيات 34 الى 35 ] * ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الأَحْبارِ والرُّهْبانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ ويَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّه والَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ والْفِضَّةَ ولا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللَّه فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ ( 34 ) يَوْمَ يُحْمى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وجُنُوبُهُمْ وظُهُورُهُمْ هذا ما كَنَزْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ ( 35 ) ) * [ التوبة : 9 / 34 - 35 ] .
قال الواحدي : نزلت ( آية الأحبار ) في العلماء والقرّاء من أهل الكتاب ، كانوا يأخذون الرشا من سفلتهم ، وهي المأكل الذي كانوا يصيبونه من عوامهم . وآية كنز الذهب والفضة هي - كما قال الضحاك - عامة في أهل الكتاب والمسلمين .
والمراد بالآية : بيان نقائص هؤلاء الأحبار ، ونهي المؤمنين عن تلك النقائص .
والمعنى : يا أيها المؤمنون بالله ورسوله ، اعلموا أن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأخذون أموال الناس بالباطل ، أي من أتباعهم بصفة ضرائب وفروض لدور العبادة ، يوهمونهم أن النفقة في ذلك من الشرع والتزلف إلى اللَّه ، ولكنهم يضمونها إلى جيوبهم ، وقد يأخذون الرشاوى في الأحكام القضائية ، ويأكلون الربا وهو محرم عليهم ، ويأخذون الهدايا والنذور والأوقاف المخصصة لقبور الأنبياء والصالحين ، وقد يستحل بعضهم أموال كل من عداهم من أتباع الأديان الأخرى ، ولو بالخيانة أو السرقة ، وكل ذلك أكل لأموال الناس بالباطل وسحت حرام .
وقد يضم هؤلاء الأحبار إلى قبائحهم صد الناس ومنعهم عن اتباع الدين الحق ، إما بتكذيب رسالة الإسلام ، أو بالطعن بالقرآن الكريم أو بالنبي صلَّى اللَّه عليه وسلم .

856

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 856
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست