responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 800


ويتمكن الناس من النظر الطليق والفكر الحر غير المقيد بما يحقق لهم سعادة الدنيا والآخرة ، وهذا تحديد دقيق للغرض من القتال : وهو التمكين من حرية التدين ، وإزالة حواجز الفكر ، وقيود الظلم والاضطهاد ، فلا يكره أحد على ترك عقيدته ، وإنما يكون قبوله الإسلام عن طواعية وحرية واختيار ، عملا بالتوجيه القرآني : * ( لا إِكْراه فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ) * [ البقرة : 2 / 256 ] .
فإن انتهوا عن الكفر وعن قتال المؤمنين والدعاة إلى اللَّه ، فكفّوا عنهم وإن لم تعلموا بواطنهم ، فإن اللَّه بما يعملون بصير ، أي فإن اللَّه عليم بأعمالهم ، يجازيهم عليها بحسب علمه .
وإن تولوا وأعرضوا عن سماع دعوتكم ، ولم ينتهوا عن كفرهم ، فلا تعتنوا بأمرهم ، واعلموا أن اللَّه متولي أموركم وناصركم أيها المؤمنون ، فلا تبالوا بهم ، ومن كان اللَّه مولاه وناصره ، فلا يخشى شيئا ، إنه نعم المولى ونعم النصير ، فلا يضيع من تولاه ، ولا يغلب من نصره اللَّه ، ولكن نصر اللَّه مرهون بأمرين : الأول - الإعداد المادي والمعنوي للجهاد كما قال تعالى : * ( وأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ) * [ الأنفال : 8 / 60 ] . والثاني - نصرة دين اللَّه وتطبيق شرعه وتنفيذ أحكامه ، كما قال اللَّه تعالى :
* ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّه يَنْصُرْكُمْ ويُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ ( 7 ) [ محمد : 47 / 7 ] .
كيف كانت تقسم الغنائم ؟
كانت الجيوش في الماضي غير نظامية ، تعتمد على التطوع بالجهاد بالنفس والمال والسلاح ، فكان المجاهد هو الذي يعدّ فرسه وسلاحه وينفق على نفسه أثناء الجهاد مع الأعداء ، وكان هذا الوضع مستمرا في العصور الإسلامية حيث كان القتال بما يسمى اليوم بالسلاح الأبيض . فكان من العدل وضرورة التعويض والمكافأة أن يأخذ

800

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 800
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست