نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 721
ربه للجبل ، جعله ترابا مدكوكا ، وسقط موسى مغشيا عليه ، فلما أفاق من إغماءته وغشيانه أو صعقته ، قال : سبحانك ، أي تنزيها وتعظيما وإجلالا أن يراك أحد في الدنيا إلا مات . إني تبت إليك من التعجيل في طلب الرؤية ، وأنا أول المؤمنين أنه لا يراك أحد من خلقك إلى يوم القيامة . وامتناع رؤية اللَّه هو في الدنيا ، أما في الآخرة فالراجح أن رؤية العباد لربهم في الآخرة ممكنة وجائزة . والموضوع الرابع - إنزال التوراة : قال اللَّه لموسى : يا موسى إني اخترتك على ناس زمانك ، وآثرتك عليهم بتكليمي إياك وبإعطائك رسالاتي المتنوعة ، فخذ ما أعطيتك من الشريعة وهي التوراة ، وكن من جماعة الشاكرين نعمي . وكتبت لك في ألواح التوراة التي أعطيتها إياك المواعظ وتفاصيل الأحكام المبينة للحلال والحرام وأصول العقيدة والآداب ، وكانت هذه الألواح أول ما أوتيه موسى من التشريع . والموعظة : تشمل كل ما يوجب الرغبة في الطاعة والنفرة من المعصية . والتفصيل : بيان أقسام الأحكام . فخذ يا موسى هذه الأحكام بقوة وجد وعزيمة ، وأمر قومك يأخذوا بأحسنها ، أي يعملوا بالأوامر ويتركوا النواهي ، ويتدبروا الأمثال والمواعظ ، سترون دار الفاسقين ، أي عاقبة من خالف أمري ، وخرج عن طاعتي ، وكيف يصير إلى الهلاك والدمار . الصرف عن آيات اللَّه العقيدة المقررة في الإسلام أن اللَّه تعالى يهدي إلى الخير والرشد ، ويحذر من سلوك طرق الغواية والشر ، ولا يمنع أحدا من خير وهداية ، ولا يرضى لعباده الكفر والفحشاء ، وإنما الناس هم الذين يختارون الإيمان والتزام الاستقامة ، ويقدمون على الكفر والانحراف والمخالفة بعقولهم وإرادتهم . فإن تكبّر الجاحدون والعصاة عن امتثال
721
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 721