responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 72


ليعتبر بهما ، فلما طالت المدة ، عبدا من دون اللَّه ، فكان أهل الجاهلية إذا طافوا بينهما مسحوا الوثنين ، فلما جاء الإسلام وكسّرت الأصنام ، كره المسلمون الطواف بينهما لأجل الصّنمين ، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية :
[ سورة البقرة [2] : آية 158 ] * ( إِنَّ الصَّفا والْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّه [1] فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ ( 2 ) فَلا جُناحَ عَلَيْه أَنْ يَطَّوَّفَ ( 3 ) بِهِما ومَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّه شاكِرٌ عَلِيمٌ ( 158 ) ) * [ البقرة : 2 / 158 ] .
وقد فهم عروة بن الزبير خطأ أن السّعي بين الصّفا والمروة غير مطلوب شرعا ، فقال لخالته عائشة رضي اللَّه عنها : « أرأيت قول اللَّه : * ( إِنَّ الصَّفا والْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّه فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْه أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما ) * فما أرى على أحد شيئا أن لا يطوف بهما ، فقالت عائشة : بئس ما قلت يا بن أختي ، إنها لو كانت على ما أوّلتها عليه ، كانت ( فلا جناح عليه أن لا يطَّوف بهما ) ولكنها إنما أنزلت لأن الأنصار قبل أن يسلموا كانوا يهلَّون لمناة الطاغية ( 4 ) ، وكان من أهلّ لها يتحرّج أن يطوف بالصّفا والمروة ، فسألوا عن ذلك رسول اللَّه ، فقالوا : يا رسول اللَّه ، إنا كنا نتحرّج أن نطوف بالصّفا والمروة في الجاهلية ، فأنزل اللَّه : * ( إِنَّ الصَّفا والْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّه ) * إلى آخر الآية .
ثم بيّن اللَّه تعالى جزاء أحبار اليهود وأمثالهم على كتمان ما أنزل اللَّه وإخفائه على الناس مع شدة الحاجة إليه ، أو وضع شيء مكذوب من عندهم مكانه ، وذلك الجزاء هو الطَّرد من رحمة اللَّه وغضب اللَّه عليهم ، إلا من تاب منهم ورجع عن كتمان كلام اللَّه ، وأصلح ما أفسده بأن أزال ما وضعه من عنده ، وأعلن الأصل الصحيح ،



[1] معالم دينه في الحجّ والعمرة .
[2] زار البيت الحرام . ( 3 ) يكثر الطواف والسعي بينهما . ( 4 ) أي يرفعون صوتهم بإحرامهم ملبّين بحجّ أو عمرة .

72

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست