responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 678


للقصاص والعقاب والثواب . وأقام اللَّه تعالى في قرآنه الأدلة الكثيرة على قدرته العظيمة على البعث والقيامة ، من هذه الأدلة قوله تعالى :
[ سورة الأعراف ( 7 ) : الآيات 57 الى 58 ] * ( وهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً ( 1 ) بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِه حَتَّى إِذا أَقَلَّتْ سَحاباً ( 2 ) ثِقالًا ( 3 ) سُقْناه لِبَلَدٍ مَيِّتٍ ( 4 ) فَأَنْزَلْنا بِه الْماءَ فَأَخْرَجْنا بِه مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ( 57 ) والْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُه بِإِذْنِ رَبِّه والَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً ( 5 ) كَذلِكَ نُصَرِّفُ ( 6 ) الآياتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ ( 58 ) ) * [ الأعراف : 7 / 57 - 58 ] .
هذه آية اعتبار واستدلال على وجود البعث ، وفهم الدليل بسيط جدّا ، فإن اللَّه تعالى كما أنه يحيي الأرض وينبتها نباتا حسنا بالمطر فإنه قادر على إعادة الموتى أحياء يوم القيامة ، كإحياء الأرض بعد موتها ، علما بأن الرياح حيث وقعت في القرآن فهي مقترنة بالرحمة ، وأما الريح بمقترنة بالعذاب .
جاء في الحديث : « أن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم كان إذا هبّت الريح يقول فيما رواه الإمام الشافعي : اللَّهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا » .
وعملية إنزال المطر تكون بإرسال الرياح لسوق السحب الثقيلة المشحونة بالرطوبة وبخار الماء ، إلى مواضع نزول الغيث ، فينزله اللَّه تعالى في المكان القفر ، والبلد الميت الذي لا نبات فيه ، فترتوي الأرض ، فيخرج اللَّه بالمطر أنواع النبات والثمار من الأرض ، على اختلاف ألوانها وأشكالها ، وطعومها وروائحها ، وهذا دليل حسّي واضح يدل على قدرة اللَّه وتمام رحمته ، كما قال اللَّه تعالى : * ( وآيَةٌ لَهُمُ الأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها وأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا فَمِنْه يَأْكُلُونَ ( 33 ) [ يس : 36 / 33 ] .
وتنوّع الناتج من الأرض بالرغم من كون التربة واحدة والماء واحدا دليل حسّي آخر على عظمة القدرة الإلهية ، كما قال اللَّه سبحانه :
* ( وفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ


( 1 ) مبشرات برحمته وهي الغيث . ( 2 ) حملته الرياح . ( 3 ) مثقلة بحمل الماء . ( 4 ) مجدب لا نبات فيه . ( 5 ) عسرا . ( 6 ) نكررها بأساليب مختلفة .

678

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 678
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست