responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 640


بالسجود لآدم أبي البشر عليه السّلام ونبّه على عداوة الشيطان لذرّيّته ، فقال سبحانه :
[ سورة الأعراف ( 7 ) : الآيات 11 الى 18 ] * ( ولَقَدْ خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ ( 11 ) قالَ ما مَنَعَكَ ( 1 ) أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْه خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وخَلَقْتَه مِنْ طِينٍ ( 12 ) قالَ فَاهْبِطْ مِنْها فَما يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيها فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ( 2 ) ( 13 ) قالَ أَنْظِرْنِي ( 3 ) إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ( 14 ) قالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ ( 15 ) قالَ فَبِما أَغْوَيْتَنِي ( 4 ) لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ( 16 ) ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ ومِنْ خَلْفِهِمْ وعَنْ أَيْمانِهِمْ وعَنْ شَمائِلِهِمْ ولا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ ( 17 ) قالَ اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً ( 5 ) مَدْحُوراً ( 6 ) لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ ( 18 ) ) * [ الأعراف : 7 / 11 - 18 ] .
هذا تمجيد وتكريم لا مثيل له للعنصر البشري يتمثّل في إيجاد اللَّه وخلقه للبشر ، بدءا من أبينا آدم عليه السّلام من الماء والطين المتحجّر ، ثم تصويره في أحسن شكل وتقويم بصورة البشر السّوي ، والنّفخ فيه من روح اللَّه ، ثم أمر الملائكة بالسجود لآدم سجود تحية وتكريم .
وبادر الملائكة لتنفيذ أمر اللَّه ، فسجدوا جميعا لآدم عليه السّلام ، إلا إبليس من الجنّ أبى واستكبر وكان من الكافرين الفاسقين الخارجين عن أمر اللَّه . فسئل من قبل اللَّه تعالى : * ( ما منعك من السجود ؟ فأجاب معتذرا : إني أنا خير منه ، خلقتني من النّار ، وخلقته من الطَّين ، والنّار بما فيها من خاصية الارتفاع والنّور أشرف - في زعمه - من الطين الراكد الخامل ، والشريف لا يعظم من دونه . وهذا قياس فاسد باطل ، إذ لا يستدلّ بطبائع الأشياء على الأفضلية ، وإنما تكون بالمعاني والخواص ، لا بالنظر إلى المادّة .


( 1 ) ما دعاك . ( 2 ) الأذلاء المهانين . ( 3 ) أخّرني . ( 4 ) أضللتني . ( 5 ) مذموما . ( 6 ) مطرودا .

640

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 640
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست