نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 596
وكذبهم ، ليغروا غيرهم بالفساد ، ولتصغى إليه قلوب الكفار والفسّاق ، فإنها تميل إلى الشّر والسّوء ، وإنهم لا يؤمنون بالآخرة وليرضوا لأنفسهم هذا الموقف الخاسر ، وليترتب على ذلك أن يكتسبوا ما هم مكتسبون من المعاصي والآثام بغرورهم به ورضاهم عنه . إن إغراءات هؤلاء المتمرّدين تؤثر في المضلَّلين ، وتوهمهم أنهم على شيء ، والأمر بخلاف ذلك . أما المؤمنون الواعون الذين ينظرون في عواقب الأمور ، فلا ينخدعون بأباطيل الأقوال ، ولا تغرنّهم الزخارف . وبه يتبيّن أن الكفار يؤثر بعضهم في بعض ، ويحمل بعضهم بعضا على الإثم والعصيان ، على عكس أهل الإيمان الذين ينظرون ويتأملون ولا ينجرفون بأضاليل الأقوال وسوء الأفعال . القرآن برهان النّبوة من حقّ الناس أن يطلبوا برهانا على صدق الأنبياء ، من غير عناد ولا تعنّت ، غير أن البرهان أو الدليل المؤيّد للنّبوة والرسالة ، ليس كما يطلب الناس من إنزال برهان حسّي أو علامة مادّية ، فإن اللَّه تعالى جلَّت حكمته يعلم علما تامّا ما يناسب ، فينزل من الآيات والمعجزات التي يظهرها على يد نبي أو رسول ما يكون موافقا للحكمة وكافيا في إثبات النّبوة والرّسالة . والدليل الدّال على صدق نبوة محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم حصل من وجهين : الأول - أنه أنزل إليه القرآن الكريم مبيّنا مختلف الشرائع والأحكام بأسلوب بياني معجز وببلاغة وفصاحة عالية تدلّ على إعجازه وكونه من كلام اللَّه . الثاني - اشتمال التوراة والإنجيل في صورتهما الأصلية على الآيات الدّالة على أن محمدا رسول حق ، وأن القرآن كتاب اللَّه الحق القاطع . قال اللَّه تعالى مبيّنا الاكتفاء بالقرآن دليلا :
596
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 596