responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 586


للاهتداء بها في الأسفار وفي ظلمات الليل والماء في البر والبحر ، قد بيّن اللَّه لكم الآيات القرآنية والآيات الكونية لأهل العلم والنظر الذين يدركون سرّ عظمة هذه الآيات ، ويستدلون بها على وجود اللَّه وقدرته ووحدانيته وعلمه .
وبعد بيان آيات اللَّه في الأرض والسماء ، ذكر اللَّه تعالى آياته في الأنفس ، فهو سبحانه الذي خلقكم جميعا أيها الناس في الأصل من نفس واحدة هي آدم عليه السّلام ، وهو الإنسان الأول الذي تناسل منه سائر البشر بالتّوالد والتّزاوج عن طريق الاستقرار في الأرحام والاستيداع في الأصلاب ، قد أبان اللَّه العلامات الدّالة على قدرته وإرادته ، وعلمه وحكمته لقوم يفهمون ما يتلى عليهم .
واللَّه هو الذي أنزل بقدرته وتصريفه من السحاب ماء بقدر ، مباركا ورزقا للعباد ، فأخرج بالمطر أصناف النبات المختلف الشكل والخواص والآثار ، وأخرج به زرعا وشجرا أخضر ، وجعل من النبات حبّا متراكما بعضه على بعض كالسّنابل ونحوها ، وجعل من طلع النّخل عناقيد قريبة التّناول ، وأخرج من الخضر بساتين من العنب والزيتون والرّمان ، متشابها في الورق والشكل ، قريبا بعضه من بعض ، ومتخالفا في الثمار شكلا وطعما وطبعا ، حلوا وحامضا ، انظروا وتأمّلوا إلى الثمار إذا أثمرت وإلى نضجها كيف صارت وأينعت ، إن في ذلك لعلامات لقوم يصدقون بالله ويتّبعون رسله ، وذلك هو الإيمان المطلوب ، وتلك براهينه الدّالة عليه .
بعض المزاعم الباطلة بنسبة الجنّ والولد والصّاحبة لله تعالى ليس هناك شيء أشدّ افتراء وكذبا على اللَّه من نسبة الشركاء لله ، من الجنّ والولد واتّخاذ الصّاحبة ، فالله أسمى وأعلى وأغنى من كل ذلك ، فلا حاجة له إلى الأعوان ،

586

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 586
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست