نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 552
ويتابعوا شذوذ كل متعسّف أو معاند ، وما عليهم إلا إبلاغ الرسالة ، سواء آمن الناس أو كفروا . ومصير الفريقين من المؤمنين والكافرين برسالات الأنبياء واضح وقاطع الوعد ، ومحقق الجزاء ، فمن آمن وأصلح عمله بامتثال الطاعات ، واتّباع الرّسل ، فلا خوف عليهم من مخاطر المستقبل ، ولا هم يحزنون على ما فاتهم في الدنيا ولا على شيء يصادفهم يوم لقاء اللَّه . وهذا وعد ثابت محقق ، كما قال اللَّه تعالى : * ( لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ وتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ( 103 ) ) * [ الأنبياء : 21 / 103 ] . ومن كذّب بآيات اللَّه التي أرسل اللَّه بها الرّسل ، وفسق ، أي خرج عن الحدّ في كفرانه وعصيانه ، ولم ينفّذ أوامر اللَّه ، وارتكب المنهيات المحظورات ، يمسّهم العذاب ، أي يباشرهم ويلتصق بهم ، بسبب كفرهم وفسقهم ، وكان جزاؤهم أنواع النقمة في الدنيا ، والتّلظَّي بنار جهنم في الآخرة . فإن أصاب الكافر خير في الدنيا فهو متاع قليل ، والعبرة بالمصير الدائم والخلود الأبدي في العذاب في الآخرة ، وذلك هو الخسران المبين ، والضّلال البعيد . مصدر المعرفة للنّبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم تتنوع مصادر المعرفة بالنسبة للبشر ، فمنها العلوم المكتسبة المتلقاة من الآخرين ، ومنها الأعراف والعادات السائدة ، ومنها الخبرات والتجارب ، وأهم مصادر المعرفة وأوثقها وأدقها : الوحي الإلهي الذي يزوّد البشرية بمعلومات ومعارف ضرورية وأساسية في تكوين ثقافاتهم ، ويبقى أمام الإنسان بعد الوحي ساحة المعرفة الدنيوية المستمدة من الآخرين ومن الإبداع البشري . والوحي الإلهي مقصور على الأنبياء
552
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 552