نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 55
* ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا وقُولُوا انْظُرْنا واسْمَعُوا ولِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ ( 104 ) ) * [ البقرة : 2 / 104 ] . وكان المسلمون إذا قالوا لحلفائهم من اليهود : آمنوا بمحمد صلَّى اللَّه عليه وسلم ، قالوا : هذا الذي تدعوننا إليه ليس بخير مما نحن عليه ، ولوددنا لو كان خيرا ، فأنزل اللَّه تعالى تكذيبا لهم : * ( ما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ ولَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ واللَّه يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِه مَنْ يَشاءُ واللَّه ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ( 105 ) ) * [ البقرة : 2 / 105 ] . الادّعاءات الفارغة والافتراءات الكاذبة الألوهية والربوبية صفتان تقتضيان الكمال المطلق والتّفرد الذاتي والقدرة الشاملة على كل شيء من الخلق والإبداع ، والرزق والإنعام ، والدقة المتناهية والإحكام ، وذلك لا يعقل أن يتصف به بشر من جنس الناس لأنه عاجز مثلهم ، وقاصر غير قادر ، وناقص غير كامل ، وإنما الذي يحق أن يوصف بهذه الصفات الفريدة هو اللَّه جلّ جلاله الذي خلق فسوّى ، وقدّر فهدى ، وله جميع ما في السماوات والأرض ملكا وخلقا وعبيدا ، وتخضع لهيمنته وسلطانه كل شيء ، أبدع السماء والأرض والوجود كله من غير سابقة شيء ، ولا استعانة بأحد ، إذا أراد أمرا ، أوجده في الحال من غير امتناع ولا إباء . ومن كان هذا شأنه ، فلا يحتاج إلى الوالد والولد ، ولا يشبهه شيء من خلقه ، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، ولا يوجد شيء من جنسه في الوجود ، هو اللَّه الواحد الأحد ، الفرد الصمد ( المقصود في الحوائج على الدوام ) لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد . هذا ما يقرره العقل الإنساني في أبسط محاكماته ، فهل يعقل أن يتخذ هذا الإله ولدا له من خلقه ؟ وهو خالق الخلق المتصف بالكمال والمنزه عن كل نقص ، وهو الرّازق المنعم عليهم
55
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 55