responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 54


المساجد ، كما فعل مشركو العرب في مبدأ الدعوة الإسلامية ، حيث منعوا النّبي وأصحابه من دخول مكة ومن ذكر اللَّه تعالى في المسجد الحرام ، وقد غزا بختنصّر والروم فلسطين وخرّبوا بيت المقدس ، وأغار الصليبيون على بيت المقدس وغيره من بلاد المسلمين والعرب ، وصدوا المسلمين عن المسجد الأقصى ، وخرّبوا كثيرا من المساجد ، واستمر اليهود في تخريب المساجد في فلسطين بعد الاحتلال ، مع أنه ليس هناك ظلم أكبر من تخريب المساجد ومنع الناس من الصلاة فيها ، ولا أحد أظلم ممن منع ذكر اللَّه في المساجد بأي طريق من الطرق ، وسعى في تعطيلها عن القيام بوظائفها ، وأولئك لهم الذّل والخزي في الدنيا ، وفي الآخرة عذاب شديد عظيم .
قال اللَّه تعالى :
[ سورة البقرة ( 2 ) : الآيات 114 الى 115 ] * ( ومَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللَّه أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُه وسَعى فِي خَرابِها أُولئِكَ ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها إِلَّا خائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ ( 1 ) ولَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ ( 114 ) ولِلَّه الْمَشْرِقُ والْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْه اللَّه إِنَّ اللَّه واسِعٌ عَلِيمٌ ( 115 ) ) * [ البقرة : 2 / 114 - 115 ] .
فإذا منع الناس من الصلاة في المساجد ففي أي مكان تصح الصلاة فيه ، ويتم التوجه فيه إلى اللَّه ، فإن اللَّه مع عباده ، لا يحدّه مكان .
وكان من سوء أدب خطاب اليهود مع النّبي صلَّى اللَّه عليه وسلم كما تقدم أنهم يقولون له :
( راعنا ) اسم فاعل من الرّعونة ، وكان ذلك سبّا قبيحا عند اليهود ، فقالوا : إنا كنّا نسبّ محمدا سرّا ، والآن نعلن سبّه ، فكانوا يأتون نبي اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلم فيقولون : يا محمد راعنا ، ويضحكون ، ففطن بها رجل من الأنصار ، وهو سعد بن معاذ ، وكان عارفا بلغة اليهود ، وقال : يا أعداء اللَّه ، عليكم لعنة اللَّه ، والذي نفس محمد بيده لئن سمعتها من رجل منكم لأضربنّ عنقه ، فقالوا : ألستم تقولونها ؟ فأنزل اللَّه تعالى :


( 1 ) ذلّ وصغار .

54

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست