responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 53


ثم ردّ اللَّه تعالى عليهم بقوله : ( بلى ) جوابا لإثبات نفي سابق ، وردّا لما زعموه ، فإن الذي يدخل الجنة : هو كل من انقاد لله تعالى ، وأخلص في عمله ، وهو محسن في عبادته وعمله واعتقاده ، وهؤلاء لهم الأجر عند ربّهم ، بلا خوف ولا حزن في الآخرة ، خلافا لعبدة الأوثان والأصنام الذين هم في خوف مما يستقبلهم ، وحزن مما ينزل بهم .
وحدث الخصام بين أهل الكتاب ، فلم يكتفوا بما سبق ، بل قالت اليهود : ليست النصارى على شيء من الدين يعتدّ به ، فلا يؤمنون بالمسيح الذي بشرت به التوراة ، والمسيح المبشّر به لمّا يأت بعد ، وينتظرون ظهوره ، وإعادته الملك لشعب إسرائيل .
وقالت النصارى : ليست اليهود على شيء من الدين الصحيح ، فأنكروا كون المسيح متمما لشريعة اليهود . قالوا ذلك ، والحال أنهم أصحاب كتاب ، يدّعون تلاوته ويؤمنون به ، وقال المشركون الوثنيون الذين لا يعلمون شيئا مثل هذا القول لأهل كل دين : لستم على شيء ، واللَّه يحكم بين الجميع يوم القيامة ، بقضائه العدل ، فيما اختلفوا فيه ، وتنازعوا في شأنه .
نزلت هذه الآية في يهود أهل المدينة ، ونصارى أهل نجران ، وذلك أن وفد نجران لما قدموا على رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلم أتاهم أحبار اليهود ، فتناظروا حتى ارتفعت أصواتهم ، فقالت اليهود : ما أنتم على شيء من الدين ، وكفروا بعيسى والإنجيل ، وقالت لهم النصارى : ما أنتم على شيء من الدين ، فكفروا بموسى والتوراة ، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية .
تخريب المساجد وهدمها وأدب الخطاب دأب اليهود على الاعتداء على حرمات المساجد وترويع المصلَّين الآمنين ومحاولة هدمها من قديم ، فلم تكن محاولتهم إحراق المسجد الأقصى في 21 آب سنة 1969 م والحفريات حوله منذ عام 1948 أمرا جديدا ، فهم يريدون تدمير كل معالم الإسلام ، وصروحه ومبانيه لتهويد المناطق العربية الإسلامية ، ومنع أداء الصلاة في

53

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست