نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 415
اللَّه على بشر من شيء ) وقال بعضهم لمحمد عليه الصلاة والسلام : ما نعلم يا محمد أن اللَّه أرسل إليك ولا أنزل عليك شيئا ، فردّ اللَّه عليهم بقوله : * ( لكِنِ اللَّه يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَه بِعِلْمِه والْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وكَفى بِاللَّه شَهِيداً ) * . كفى بشهادة اللَّه وشهادة ملائكته على صدق إنزال القرآن على النّبي محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، أنزله اللَّه بعلمه الخاص الذي لا يعلمه سواه ، كما قال سبحانه في مطلع سورة البقرة : ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيه هُدىً لِلْمُتَّقِينَ ( 2 ) ) * [ البقرة : 2 / 2 ] . وهو الذي تحدى اللَّه به البشرية أن يأتوا بمثله فعجزوا : قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ والْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِه ولَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً ( 88 ) ) * [ الإسراء : 17 / 88 ] . وقوله سبحانه : * ( أَنْزَلَه بِعِلْمِه ) * دليل قاطع واضح على إثبات علم اللَّه تعالى ، فهو يعلم إنزال القرآن ونزوله ، وعجيب قول المعتزلة : عالم بلا علم ، ومعنى الآية عندهم : أنزله مقترنا بعلمه ، أي فيه علمه من غيبيات وأوامر ونحو ذلك ، فالعلم عندهم : عبارة عن المعلومات التي في القرآن . ضلال الكافرين وجزاؤهم ليس في هذا العالم بالنسبة للهدي الإلهي إلا طريقان : طريق الضلال والكفر ، وطريق الهداية والإيمان ، فمن سلك طريق الضلالة فقد رشده ودمر نفسه ، ومن أخذ بطريق الهداية وآمن بما أنزل اللَّه على رسله الكرام ، سار في منهج صحيح ، وأعمل عقله وفكره السوي ، وأنقذ نفسه من أخطر العواقب الوخيمة . وحرصا من اللَّه تعالى على مصلحة عباده ، وحبّا لهم وإرادة لجلب الخير لأنفسهم ، أنذر الضّالين المنحرفين بالعذاب الشديد ، ودعا إلى الإيمان الصحيح برسالة خاتم الأنبياء والمرسلين .
415
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 415