نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 358
ونقض العهد دائما ، وإن ائتمن على أمانات الناس ، خان الأمانة ، وتكرر منه ذلك . وجاء في بعض الروايات : « آية المنافق أربع » بزيادة « وإذا عاهد غدر » . والواقع أن الأربع ترجع إلى ثلاث لأن نقض العهد صورة أخرى من صور إخلاف الوعد ، أو صورة من خيانة الأمانة . والوقوع في النفاق يحدث كما جاء في رواية مسلم بزيادة : « وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم » أي إن مدمن الكذب ومن تكرر منه خلف الوعد ونقض العهد ، أو خيانة الأمانة يعد منافقا ، وإن عمل أعمال المسلمين من صوم وصلاة وغيرهما من العبادات . وجزاء النفاق بنوعيه هو نار جهنم ، قال اللَّه تعالى : * ( إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ولَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً ( 145 ) إِلَّا الَّذِينَ تابُوا وأَصْلَحُوا واعْتَصَمُوا بِاللَّه وأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّه فَأُولئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وسَوْفَ يُؤْتِ اللَّه الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً ( 146 ) ) * [ النساء : 4 / 145 - 146 ] . احترام المعاهدات وحالة الحياد لم نجد كالإسلام دينا عظَّم العهود ، وأوجب الوفاء بالمعاهدات والاتفاقات الخاصة والعامة ، أو الدولية الخارجية ، لأن احترام الكلمة دليل الرجولة والبأس والجزم ، ولأن الوفاء بالعهد من الإيمان . فالمؤمن لا يخلف وعدا ولا ينقض عهدا ، ولا يخل بشرط من شروط المعاهدات ، أو يحاول التخلص من بنود المعاهدة بالتأويلات الباطلة ، والتفسيرات المغلوطة ، واتخاذ لون من ألوان المخادعة والمخاتلة . ووقوف بعض الناس أو الدول موقف الحياد لون من ألوان العهود لأن الحياد يتطلب الاعتراف به من بقية الدول الأخرى ، فمن أقر أو اعترف بحياد جماعة أو
358
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 358