responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 308


أما الآيات 26 و 27 و 28 من سورة النساء فهي قوله تعالى :
[ سورة النساء ( 4 ) : الآيات 26 الى 28 ] * ( يُرِيدُ اللَّه لِيُبَيِّنَ لَكُمْ ويَهْدِيَكُمْ سُنَنَ ( 1 ) الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ويَتُوبَ عَلَيْكُمْ واللَّه عَلِيمٌ حَكِيمٌ ( 26 ) واللَّه يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ ويُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَواتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيماً ( 27 ) يُرِيدُ اللَّه أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وخُلِقَ الإِنْسانُ ضَعِيفاً ( 28 ) ) * [ النساء : 4 / 26 - 28 ] .
بعد أن ذكر اللَّه تعالى الأحكام المتعلقة بالبيوت والنساء والزواج حلاله وحرامه ، ذكر الحكمة من تشريع تلك الأحكام .
وأول هذه الحكم التشريعية : أن اللَّه يريد أن يبين لنا ما خفي عنا ، ويرشدنا إلى ما فيه مصلحتنا ، ويهدينا مناهج أو طرق من كان قبلنا من الأنبياء والصالحين ، وطرقهم : هي التي سلكوها في دينهم ودنياهم ، وأن دينهم الذي ارتضاه لهم سابقا لا يبعد عما اختاره اللَّه لهذه الأمة في القرآن المجيد . وهذا دليل على أن شرعنا كشرع من قبلنا ، في توجيه الأوامر والنواهي وإيراد القصص ، وفي ضرورة توافر السمع والطاعة لما يشرعه اللَّه تعالى .
يريد اللَّه من بيان الأحكام التشريعية في قضايا الزواج ومحارم النساء ومن يباح منهن : أن يرشدنا إلى الطاعات والأعمال التي إذا أديناها وقمنا بها على وجهها الصحيح ، كانت سبيلا ممهدة لقبول اللَّه التوبة ، فالأعمال الصالحة كفّارات للسيئات ، واللَّه بفضله يتوب علينا ويكفر عنا سيئاتنا ، إن فعلنا تلك الأعمال ، كما قال اللَّه سبحانه : إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ [ هود : 11 / 114 ] ، واللَّه عليم بكل قصد حسن أو سيء ، حكيم في كل عمل وتشريع يسنّه لعباده ، عليم بسنن الشرائع ومصالح العباد ، مصيب بوضع الأشياء في مواضعها الصحيحة بحسب الحكمة والإتقان .


( 1 ) طرق ومناهج .

308

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 308
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست