نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 286
قال اللَّه تعالى : [ سورة النساء [4] : الآيات 5 الى 6 ] * ( ولا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ [1] أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّه لَكُمْ قِياماً وارْزُقُوهُمْ فِيها واكْسُوهُمْ وقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفاً [5] وابْتَلُوا الْيَتامى [2] حَتَّى إِذا بَلَغُوا النِّكاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ [3] مِنْهُمْ رُشْداً ( 4 ) فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ ولا تَأْكُلُوها إِسْرافاً وبِداراً أَنْ يَكْبَرُوا ( 5 ) ومَنْ كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ ( 6 ) ومَنْ كانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وكَفى بِاللَّه حَسِيباً ( 7 ) ( 6 ) ) * [ النساء : 4 / 5 - 6 ] . نزلت آية السفهاء في ولد الرجل الصغار وامرأته ، أي في النساء ، والأصح أنها نزلت في المحجورين السفهاء ، أي المبذرين . نهى اللَّه تعالى الأمة ممثلة في أولياء السفهاء الذين لا يحسنون التصرف في أموالهم من تسليم أموالهم إليهم ، حتى لا يبددوها ويصبحوا عالة على المجتمع ، وإنما يبقى المال بيد القيّم المشرف على المبذر الذي يعيّنه القضاة ، حتى يتم تمرين السفيه المبذر على المحافظة على الأموال التي هي قوام الحياة لأصحابها وللأمة أو الجماعة . ويقوم الولي بتثمير المال وتشغيله في وجوه مشروعة معقولة وينفق على السفيه المبذر إنفاقا معتدلا من ثمرة المال وكسبه ، لا من أصل المال وذاته ، وتكون النفقة بحسب الحاجة من أكل وكسوة وتعليم وتمريض ، لأنها مظاهر خارجية ، وعلى الولي أن يحسن إلى السفيه أدبيا أو خلقيا ، فيقول له قولا لينا ، لا خشونة فيه ، ويعامله معاملة أولاده بالعطف واللين ، ويشعره بالعزة والكرامة ، ويعلمه أن ما ينفقه عليه من ماله ، وليس من مال القيم المشرف ، وسيأخذه بعد الرشد والصلاح . ونزلت آية الحجر على الأيتام من أجل المحافظة على أموالهم وتنظيم العلاقة بينهم وبين الأوصياء عليهم ، فعلى الأوصياء اختبار اليتيم عند البلوغ - بلوغ سن الزواج
[1] السفهاء : هم المبذرون المضطربون في كيفية صرف المال . [2] اختبروهم في المعاملات المالية . [3] تبينتم . [4] حسن تصرف في الأموال . [5] مبادرين كبرهم . ( 6 ) فليمتنع عن أكل أموالهم . ( 7 ) محاسبا لكم .
286
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 286