responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 264


[ سورة آلعمران ( 3 ) : الآيات 176 الى 179 ] * ( ولا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّه شَيْئاً يُرِيدُ اللَّه أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الآخِرَةِ ولَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ ( 176 ) إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالإِيْمانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّه شَيْئاً ولَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ( 177 ) ولا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي ( 1 ) لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً ولَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ ( 178 ) ما كانَ اللَّه لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى ما أَنْتُمْ عَلَيْه حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وما كانَ اللَّه لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ ولكِنَّ اللَّه يَجْتَبِي ( 2 ) مِنْ رُسُلِه مَنْ يَشاءُ فَآمِنُوا بِاللَّه ورُسُلِه وإِنْ تُؤْمِنُوا وتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ ( 179 ) ) * [ ال عمران : 3 / 176 - 179 ] .
والمراد من هذه الآيات توصية النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وأمته من بعده بما يجب أن يكونوا عليه حين لقاء أعدائهم . فلا تجعل أيها النبي نفسك حزينة كئيبة من موقف المسارعين في نصرة الكفار ، إن هؤلاء لا يحاربونك ويضرونك ، إنما يحاربون الله ، فهم لا يضرون الله شيئا ، وإنما يضرون أنفسهم ، والدمار عليهم ، يريد الله ألا يجعل لهم نصيبا في الآخرة من الثواب ، لفساد طبيعتهم ، وميلهم إلى الشر والضرر ، ولهم في الآخرة عذاب شديد ، لمساعدتهم في نصرة الكفر وتأييده .
وإن الذين بدلوا الكفر بالإيمان ، فاختاروا الكفر ، وآثروه على الإيمان ، لن يضروا الله شيئا ، بل الضرر واقع عليهم ، ولهم عذاب مؤلم جدا في الآخرة . ولا يغترن هؤلاء الكفرة بإمهال العذاب عنهم ، فليس ذلك الإمهال خيرا لهم ، بل هو شر عليهم ، لأن إمهالهم وتركهم مدة أخرى من الزمان ليزدادوا إثما على إثم ، ويمعنوا في الضلال والباطل ، ولهم عذاب بالغ الإهانة والذل .


( 1 ) أي نمهل ونتركهم يفعلون ما شاؤوا مع كفرهم . ( 2 ) يصطفي ويختار .

264

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 264
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست