responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 261


يسمحون للمستضعفين أن تكون لهم عزة وكرامة ، وقوة ومنعة . لذا تنشأ الحروب بين الفريقين ، ويصبح الجهاد وردّ العدوان أمرا واجبا وفريضة لازمة ، ويكون تقديم الشهداء وبذل التضحيات في الأمة عملا مفروضا . وقد جعل الإسلام للشهداء منزلة عالية في الدنيا بتخليد ذكرهم والثناء الحسن عليهم ، وفضلوا في قبورهم بالرزق من الجنة من وقت القتل ، حتى كأن حياة الدنيا دائمة لهم ، إذ لا يرزق إلا حي .
قال اللَّه تعالى :
[ سورة آلعمران ( 3 ) : الآيات 169 الى 175 ] * ( ولا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّه أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ( 169 ) فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللَّه مِنْ فَضْلِه ويَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هُمْ يَحْزَنُونَ ( 170 ) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّه وفَضْلٍ وأَنَّ اللَّه لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ( 171 ) الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّه والرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ ( 1 ) لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ واتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ ( 172 ) الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وقالُوا حَسْبُنَا اللَّه ونِعْمَ الْوَكِيلُ ( 173 ) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّه وفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ واتَّبَعُوا رِضْوانَ اللَّه واللَّه ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ( 174 ) إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَه فَلا تَخافُوهُمْ وخافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ( 175 ) ) * [ ال عمران : 3 / 169 - 175 ] .
تضمنت هذه الآيات الشريفة الكلام عن منزلة الشهداء ، وعن بطولات المجاهدين في سبيل اللَّه المخلصين أعمالهم ابتغاء مرضاة اللَّه .
روى الإمام أحمد عن ابن عباس قال : قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : « لما أصيب إخوانكم بأحد ، جعل اللَّه أرواحهم في أجواف طير خضر ، ترد أنهار الجنة ، وتأكل من ثمارها ، وتأوي إلى قناديل من ذهب معلَّقة في ظل العرش ، فلما وجدوا طيب مأكلهم وشربهم وحسن مقيلهم قالوا : يا ليت إخواننا يعلمون ما صنع اللَّه لنا ، فقال اللَّه تعالى : أنا أبلغهم عنكم » ، فنزلت هذه الآية .


( 1 ) أي الألم الشديد والجراح يوم أحد .

261

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 261
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست