نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 260
لمكسب دنيوي ، أو تعالوا قاتلوا دفاعا عن النفس والأهل والوطن ، فما كان من هؤلاء المنافقين إلا أن قعدوا وتكاسلوا قائلين للمؤمنين : لو نعلم أنكم تتعرضون للقتال لا تبعناكم وسرنا معكم ، ولكننا نعلم أنكم لا تقاتلون ، إنهم بهذه المقالة وتخلفهم عن جيش المسلمين هم يومئذ للكفر أقرب منهم للإيمان ، فإن من يقعد عن الجهاد في سبيل اللَّه ، أو الدفاع عن الأوطان ، ليس من المؤمنين : إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّه ورَسُولِه ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّه أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ( 15 ) ) * [ الحجرات : 49 / 15 ] . إن هؤلاء الذين تخلفوا عن المشاركة في القتال يوم أحد هم جماعة تظاهروا بالإيمان بأفواههم فقط ، ولم يؤمنوا حقا بالإسلام ، فهم المنافقون . إنهم قالوا لأمثالهم المنافقين المشاركين في المعركة ، وقعدوا هم عن الجهاد : لو أطاعونا ولم يسيروا مع المسلمين ما قتلوا ، وكأنهم يظنون أن الموت والهلاك فقط بسبب الذهاب إلى ساحات القتال . إنهم جبناء . فلو أن أجل الموت جاءهم في السلم ، وهم في بيوتهم ، هل يستطيعون أن يدفعوا الموت عن أنفسهم ؟ لا ، فهم أينما وجدوا يدركهم الموت ، ولو كانوا في بروج مشيدة . والخلاصة : إن النصر ليس لازما أن يكون دائما في صف المسلمين ، وبخاصة إذا خالفوا أوامر دينهم ، والجهاد كما يكون من أجل إعلاء كلمة اللَّه والدين والحق ، يكون من أجل البلاد والديار والأوطان ، وتخليص الأراضي من أيدي المعتدين . منزلة الشهداء والمجاهدين وجزاؤهم إن الصراع قائم منذ القديم بين أتباع الدين الحق وبين الأعداء الذين يقاومون دعوة الأنبياء ، ويحرصون على حفظ مصالحهم الدنيوية وزعاماتهم ومناصبهم ، ولا
260
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 260