نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 253
خافية من خبايا نفوسكم ومعتقداتكم ، وفي هذا ترغيب للمؤمنين بتسليم الأمر لله ، وتهديد للكافرين بسبب سوء الاعتقاد . وواللَّه أيها المسلمون لئن قتلتم في سبيل اللَّه أو متم ، فإن مغفرة اللَّه لكم ورضوانه عليكم خير من كل ما تجمعون من حطام الدنيا الفانية . وكل ميت أو قتيل يحشر إلى اللَّه ، فيحاسبه على ما قدم في دنياه ، وأجره على اللَّه . وهذا وعظ بالآخرة والحشر ، وتزهيد في الدنيا والحياة ، وإفهام واضح لحقيقة الموت والحياة . إن هذا التصحيح لأخطاء الناس عن أجل الموت يبعث في النفس روح التضحية والفداء ، والإقدام والجهاد من أجل إرضاء اللَّه ورفع لواء الإسلام والذود عن حياض الوطن الغالي ، فكل من يقتل في سبيل اللَّه حي يرزق عند ربه ، وحي على ألسنة الناس بالذكر الطيب والثناء الحسن . وإن الجبن والاستضعاف في الأمة وتهيب مخاطر الموت يوقع الأمة والبلاد برمتها في ذل وقهر أبدي ، يجعل الناس عبيدا أو كالعبيد للقوي المستبد ، والسيد الظالم . ولقد ذاقت بلاد المسلمين والعرب ويلات الاستعمار ، وأدركت بتجربة قاسية مدى الظلم والذل والنكال الذي يلحق بالكرامة والثروة والقيم والأعراض ، فهل من متعظ مدرك ما نعانيه من وجود الصهاينة في بلادنا والمستعمرين الجدد في منطقة الخليج تحت مظلة ما يسمى بالنظام العالمي الجديد ؟ الأخلاق النبوية أعد اللَّه تعالى نبيه محمدا صلَّى اللَّه عليه وسلَّم إعدادا طيبا يتناسب مع مهمة الرسالة ، وسياسة الدعوة ، وصلاح الناس ، وترغيبهم في الإسلام وذلك بتليين قلب النبي وغرس
253
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 253